مشروع تعزيزدورالشباب لدعم تنفيذمخرجات الحوار الوطن
عبر توعية الشباب بمخرجات الحوار المتعلقة بالشباب
يمكن التعرف على موقع الشباب داخل مجتمع ما، أو درجة تهميشهم من خلال مقاييس مشاركتهم في المؤسسات التمثيلية والمؤسسات الحكومية وفي المنظمات الأهلية والمجتمع المدني.
إن شكوى الشباب المتكررة من حول تغييبهم من دوائر اتخاذ القرارات التي تتعلق بحياتهم، تشكل ظاهرة يمكن تعميمها على العلاقات السائدة في الحياة السياسية اليمنية.
فمن الناحية المهنية يلاحظ وجود قيم تربط الحراك الإداري والمهني بمعايير تتصل بالأقدمية والعلاقات الشخصية، أكثر من ارتباطها بالكفاءة والإنجاز الفردي، لهذا من النادر أن نجد فئات الشباب في مواقع القرار رغم أن تحصيلهم العلمي قد يكون أعلى من تحصيل رؤسائهم في العمل. وهذا ما يخلق الشعور بالغبن ويحرم المجتمع من طاقات جديدة وقادرة على العطاء.
وهذا ما ينطبق على الصعيد السياسي أيضاً سواء داخل الأحزاب والمشاركة على الصعيد الحكومي أو داخل هيئات المجتمع المدني كالنقابات والجمعيات والتي تشترك في غالبيتها في حصر إدارتها وقياداتها بكبار السن لدرجة أن بعضهم لم يبارح كرسيه منذ جلوسه عليه قبل عشرات السنين!.
ويعتبر تمكين الشباب من ممارسة حقوقهم السياسية والمدنية ركيزة اساسية تعتمد عليها عملية التجديد المستمر في النظام السياسي والاجتماعي للوطن بما يتلاءم مع احتياجات المجتمع المتنامية ومتطلبات حركة التنمية المستمرة.
وذلك التمكين لا يمكن أن يكون إلا إذا كان هنالك ما يقابله من إهتمام الشباب بالشؤون السياسية خاصة كونها تمكن ذلك الشباب من المشاركة في صنع القرار .
لقد فتحت ثورة فبراير 2011أبواب الأمل أمام الشباب اليمني الذين تصدروا المشهد التغييري في ثورة ، وصفت بالشبابية.
هموم وتطلعات كثيرة دفعت بجيل الشباب إلى ساحات التغيير، توقاً إلى مستقبل يليق بأحلامهم ، التي طالما اعترضتها معوقات في العقود الماضية .
ووفقاَ لاستبيان ميداني اجراه المرصد اليمني للشباب ، فقد لعب الحراك السياسي الهائل الذي شهدته اليمن منذ 2011 دورا نوعيا في رفع نسبة الوعي بالحقوق السياسية والاهتمام بشؤونها في اوساط الشباب اليمني حول مدى اهتمام الشباب بالشؤون السياسية في اليمن، إلى أن مستوى اهتمام أفراد العينة بالشؤون السياسية في اليمن تراوح بين مهتم جداً بنسبة (21.24%) ومهتم بنسبة(27.30%) ومهتم إلى حد ما بنسبة (24.06%). وهذه المستويات الثلاثة من الاهتمام تمثل نسبة(72.60%) وهى نسبة تعد مرتفعة ؛ وارتفاع نسبة الشباب الذين لديهم اهتمامات بالشؤون السياسية المحلية، ربما ناجم عن الحراك السياسي الهائل الذي تشهده اليمن منذ العام 2011م .
لكن جيل الشباب الذي يمثل الشريحة الأعلى وعياَ واهتماماَ بالشؤون السياسية والأفتى يداً ، داخل المصفوفة المجتمعية ، حُرم الكثير من الفرص وركنته أجندات السياسة على قارعة الطريق ورصيف النسيان .
وكان لغياب الفعل السياسي للشباب على الصعيد الرسمي دور سلبي في تجميد هذه القوة الهائلة وتعطيل مقدراتها وابقائها على دكة الاحتياط ، فيما تدخل الكهول في دوائر القرار في رسم سياسات وبرامج شبابية ، اتسمت بفقر المعرفة وضحالة الرؤية .
لذلك كان تمكين الشباب سياسياً وإشراكهم في دوائر القرار الرسمي وفقاً لمعايير الكفاءة ، هو الأمل الأول للشباب من ثورة التغيير وتحولات الربيع العربي .
وجاءت مخرجات مؤتمر الحوار الوطني لتعزز فرص الوجود للشباب ومتاحات الفعل والتأثير، عبر نصوص تنتظر من الشباب أنفسهم رؤية واحدة ، لترجمتها إلى مواد دستورية ملزمة وقوانيين تتيح للشباب الحضور الاوفر في دوائر القرار ومراكز القيادة .
وخلال العقود الماضية كان مؤسفاَ حضور جيل الشباب على هامش التشريعات الدستورية وفي مادة دستورية وحيدة ليجدوا أنفسهم بالرغم من حجمهم واهميتهم ، خارج مربعات الفاعلية والاهتمام ، بدون ما سند قانوني أو حماية دستورية لطموحاتهم التي طالما تأرجحت في مهبات الواقع .
وبما سيمثله المجلس الأعلى للشباب من منجز تاريخي في مخرجات الحوار الوطني وفرصة كاملة وسانحة للشباب في وضع سياسات وطنية تلبي طموحاتهم وتترجم أحلامهم يستدعي الأمر اصطفافا شبابيا شاملا لانتهاز فرصة ثمينة قد تتعرض للقرصنة أو تفوت .
وسيكون على رأس مهام المجلس الأعلى للشباب تحقيق فرص التمثيل المتساوي للشباب والشابات ، بحسب معايير الكفاءة ، كما يتولى عملية رسم وتطوير سياسات وطنية للشباب ، بما يضمن مشاركة الشباب في صنع القرارات وصياغة السياسات العامة .
لقد آن الأوان لإعطاء الشباب فرصة التعبير عن أنفسهم والإفصاح عن اهتماماتهم ورغباتهم دونما قسر أو إرغام.
إعــــــــــــــــــــــداد :
الصحفي/ سلطان علي النويرة- باحث سياسي – رئيس تحرير موقع اليوم برس الإخباري
عضوالمجلس الإستشاري للمرصد اليمني للشباب
المرصد اليمني للشباب
772179951
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك