أثار تدخل الطيران الأميركي في المواجهات الدائرة بين الحوثيين والقاعدة بمحافظة البيضاء اليمنية الكثير من التساؤلات، خاصة أنه يصب في مصلحة الحوثيين، كما أن بعض الضربات استهدفت تجمعات للقبائل المعادية للحوثيين بعيداً عن تجمعات القاعدة التي تنفي القبائل وجودها في تلك المناطق.
ويرى البعض أنه ربما يكون هناك تنسيق وتعاون بين الحوثيين وأميركا التي تستخدمهم للقضاء على القاعدة في اليمن، وعلى الرغم من نفي الحوثيين أي تعاون أو تنسيق مع الجانب الأميركي، فإن التطورات على الأرض تجعل ذلك واردا.
وقال عضو المكتب السياسي لجماعة أنصار الله علي العماد إن جماعته لا تربطها أي علاقة مع أميركا، معتبرا أن الهدف من تلك الأخبار هو الإساءة للجماعة وإظهار أنها متعاونة مع أميركا، ومتهما واشنطن وصنعاء بالمماطلة في حسم المعركة مع القاعدة، وعدم امتلاكهما نية حقيقية للقضاء عليها.
وفي تصريحات للجزيرة نت، دلل العماد على ذلك بأن الحوثيين حسموا المعركة مع القاعدة في عشرة أيام، حينما توفرت النية الحقيقية وساندتها الإرادة الشعبية، على حد قوله.
من جهة أخرى، قال العماد إن على وسائل الإعلام أن تكون حصيفة، وأن تدرك خطورة تسمية القبائل على أنها من يقاتل ضد أنصار الله في تلك المناطق لتصور للرأي العام أن القاعدة تتحرك بحاضنة شعبية، في حين أن الحاضنة الشعبية هي اليوم مع أنصار الله وهو ما مكنهم من حسم المعارك سريعاً مع القاعدة، حسب تعبيره.
في المقابل، نفى رئيس تحالف قبائل إقليم سبأ الشيخ علي صالح أبو صرمة -الذي يقاتل الحوثيين في البيضاء- أي تواجد لعناصر القاعدة في تلك المناطق، أو أن يكون هناك تحالف بين القبائل والقاعدة، مؤكداً أن من يقاتل ضد الحوثيين هناك هم أبناء القبائل دفاعاً عن مناطقهم التي ترفض تواجد القاعدة مثلما ترفض تواجد الحوثيين.
وقال في حديث للجزيرة نت إن أميركا تساند الحوثيين بحجة القضاء على القاعدة، إلا أنها تقصف مناطق القبائل حيث لا وجود للقاعدة، وتمهد الطريق لسقوطها بيد الحوثيين، "فقد استهدفت مناطقنا بأكثر من أربعين غارة، قتل على إثرها نساء وأطفال ومقاتلون من أبناء القبائل".
وأضاف نحن أكدنا لهم من أول يوم دخول فيه الحوثيون مناطقنا أنه لا وجود للقاعدة، فقد رفضنا وجود عناصر القاعدة مثلما نرفض وجود الحوثيين الذين نحاربهم دفاعاً عن مناطقنا وليس تعصباً مذهبياً أو طائفياً.
تواصل غير مباشر
أما الخبير العسكري والباحث في النزاعات المسلحة علي الذهب فيرى أن هناك تواصلا غير مباشر بين الحوثيين وأميركا عبر وسطاء محليين ودوليين، وأن رفع الحوثيين شعار الموت لأميركا ما هو إلا من باب ذر الرماد في العيون.
وأضاف الذهب للجزيرة نت "لو بحثنا عن حصيلة ما فعله الحوثيون بأميركا خلال عشر سنوات لوجدنا أن المحصلة هي مجموعة أفكار لا تمثل أي شيء، لذلك فإن أميركا لم تصنف الحوثي جماعة إرهابية رغم أنها جماعة مسلحة، لأن أميركا لم تجد منها ضرراً".
شعارات
واعتبر أن الحوثيين استفادوا من شعاراتهم ضد أميركا على المستوى الداخلي بكسب تأييد المظلومين من أميركا، فضلاً عن الصدى الخارجي الذي يتعاطف مع وجود قوة تعادي أميركا في منطقة لها واجهتان بحريتان.
وأشار إلى أن القاعدة أصبحت عدواً مشتركاً لأميركا والحوثيين الذين يخفون العداء تجاه أميركا حالياً، مستخدمين إمكانياتها في الطيران لتسهيل مهمتهم في القضاء على القاعدة بالمناطق القريبة من صنعاء التي قضت مضاجعهم عبر استهدافها عناصر الحوثي في صنعاء.
وبشأن قبائل البيضاء وتحالفها مع القاعدة أو الحوثيين، يقول الذهب إن هناك ضمن التشكيل القبلي من هم مع القاعدة، وهناك من هم مع الحوثيين، وإن ما حدث من انتصار للحوثيين هناك جاء نتيجة عدة عوامل، منها هجمات الطيران اليمني والأميركي، واختراق الصف القبلي الذي يواجه الحوثيين، واستخدام بعض وحدات الجيش المرابطة هناك، معتبراً أن المعركة مع القاعدة هناك لم تنته، وأن القاعدة ما زالت تعيد ترتيب أوراقها أو قد تنقل المعركة لمنطقة أخرى.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك