الدكتور محمد عبد الملك المتوكل , ربما هو من الشخصيات القليلة التي كنت أشعر أن أياد الإغتيال ستطاله , قلت له ذات مرة أما تخشى الإغتيال وانت تتنقل وحيدا ؟!! قال لي الأعمار بيد الله ... عندما كنت طالبا متطلعا في قسم السياسة , قلت له يا دكتور لماذا يهتم بك الجميع ؟ واي تصريح لك تلتقطه الصحافة , ويغدو حديث المجتمع ؟!! بل وتهتم بك حتى الدول وحتى الدول الكبرى ... قال وابتسامته الجميلة تكسوا محياة يا عزيزي يضع سره في أضعف خلقه !! كان ودودا مؤدبا جدا مهما خالفته في الرأي لا يغضب , عندما يلقاك يأخذك بالحضن ويهتم بك بشكل كبير , كان يعاتبني بشدة لما لا اتصل به ونتعاون لإنقاذ اليمن وكأنني أهم شخصية يمنية !!! كنت أبتسم في وجهه واعرف أنني لست كذلك , لكن هذا من دماثة خلقه وديدنه مع البسطاء مثلي .. كان صاحب مشروع يؤمن حقا بكل ما يقوله .. حدثنا طويلا طويلا عن الحرية والتسامح كان يؤمن بكل حرف يتلفظ به ..
وأذكر ذات مرة أن حضر ندوة عن الدولة المدنية وكنت احد المشاركين فيها , أعدتها نادية السقاف في مركز العفيف الثقافي , وكان الاستاذ خالد الانسي مشاركا فيها وكذلك رضية بنت الدكتور محمد المتوكل , وكان الدكتور بتواضعه الجم وسكينته وابتسامته المعهودة بين الحاضرين من المستمعين , وبعد نقاش ساخن قالت رضية سأقول لكم سر تخلف المسلمين وشنف الجمهور سمعه وشدت إليها الأبصار , وقالت بثقة لا تتمتع بها إلا ابنة الدكتور المتوكل , قالت : الخلل في الإسلام , كل المجتمعات المسلمة متخلفة ... رد عليها الكثير من الحضور وخالفوها الرأي بشده .. ابتسم الدكتور محمد وقال يا رضية تقصدي الخلل في تفسير الإسلام وفهمه وليس في الإسلام ذاته , أليس كذلك ؟! قالت لا أنت علمتنا الحرية يا أبتي , أنا أقصد الخلل في الإسلام ذاته ... فابتسم الدكتور وبقي هادئ لم يرد عليها ... حقا إنها الحرية والتسامح في أجلى الصور ...
لم يكن الدكتور محمد مزايدا أو مسترزقا من وراء أفكاره كما يفعل معظم الناس بل كان صاحب مشروع , مشروع الوطن الجديد يمن الحرية والتسامح يمن الدولة المدنية الحديثة ... آآآآآه ..كم تؤلمني الاغتيالات التي تطال العظماء والشرفاء من الأمة .
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك