دعا رئيس مجلس الشورى رئيس المجلس الأعلى للتكتل الوطني السياسي للمكونات والأحزاب السياسة الدكتور أحمد عبيد بن دغر، الثلاثاء، الأطراف السياسية التي ترددت في الانضمام إلى التكتل الوطني إلى "ملئ مقاعدها الشاغرة"، وذلك في إشارة إلى المجلس الانتقالي الجنوبي.
وأُعلن اليوم في العاصمة المؤقتة عدن، عن إشهار التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية والذي يضم 21 حزباً ومكوناً سياسيا، تمثل القوى الداعمة للشرعية اليمنية، فيما رفض المجلس الانتقالي الجنوبي الانضمام إليه.
وفي كلمته خلال حفل الإشهار، قال بن دغر، إن" مجلس القيادة الرئاسي، هو شرعيتنا القائمة، التي نستظل بها في كفاحنا لاستعادة الدولة، فهي وريث كل الشرعيات الجمهورية وهي آخرها إن عجزت جهودنا عن تمكينها والحفاظ عليها".
وأضاف "يتم اليوم تدشين تجربة تحالفية جامعة، أردناها شاملة، وستكون إن شاء الله كذلك، ليست في السياق العام منقطعة الصلة عما قبلها. نحن اليوم نطور تجربتنا التحالفية التي نشأت في خضم المعركة مع الحوثيين، وقد آلينا على أنفسنا الخوض في الصعب من واقعنا وننتقل ببرامجنا من مكون إلى آخر بأفق أوسع ورغبة حقيقية في التعاون والعمل المشترك، بعيدًا عن روح التعصب أو القفز على واقع تهددنا فيه المخاطر والمنزلقات".
وتابع: "تحالفنا اليوم أوسع قاعدة وأكثر انفتاحًا وقد انضمت إليه سبع مكونات سياسية كلها تتمتع بحضور سياسي واجتماعي كبير. مثلت الفارق في مسار التحالفات المناهضة للانقلاب".
وأشار بن دغر، الى إن قيام هذا التحالف السياسي الوطني العريض يعد خطوة هامة تهيئ لمناقشات سياسية وتهدف إلى تعزيز الاستراتيجيات القائمة على الاجماع الوطني والوصول إلى حوار يمني ـ يمني يفضي إلى حل شامل وعادل، ينهي الانقلاب ويستعيد الدولة، ويؤسس لعهد جديد..
واعرب عن تطلعه الى أن يلحق الجميع بهذا الإطار الوطني الواسع المنفتح على كل مكون سياسي يرى في مواجهة الانقلاب الحوثي ورفض الإمامة في صيغتها الحديثة المخاتلة والمخادعة واجبًا وطنيًا.
وقال:"أنني أدعو من ترددوا في الانضمام لهذا التكتل الوطني أن يتبوؤا مقاعدهم فيه، فهي مقاعد ومواقع شاغرة لا يملؤها غيرهم، وعلينا جميعًا قادة ومكونات مواصلة الحوار معهم. فهناك قواسم مشتركة نراها صالحة للحوار بيننا وبينهم، فنحن جميعًا نتمسك بالنظام الجمهوري بما يحمله من أفق وطني واسع عميق القيمة والمعنى".
وأضاف، "نبدأ اليوم مرحلة جديدة في علاقاتنا الأخوية عنوانها التسامح والتصالح، وديدنها الحفاظ على النظام الجمهوري، في إطار دولة اتحادية، تحقق العدالة، وتلبي تطلعات المحافظات في سياق رؤية تنموية شاملة. واستخدام أمثل للموارد والإمكانيات، إننا متفقون بأن سيادة الجمهورية اليمنية واستقلالها وسلامة أراضيها قواسم مشتركة في سياق نضالنا لاستعادة الدولة".
وتابع: إن المبادئ والقيم التي جمعتنا منذ سنوات في ميدان المعركة ووحدت صفوفنا، وبنينا على أساسها خطابنا السياسي والإعلامي لازالت مُشرعة، إن مواجهة التمرد الحوثي هي المهمة الميدانية الأولى في معركة التحرير والحرية، حيث يشكل بقاءهم حكامًا متحكمين برقاب شعبنا في مناطق احتلالهم خطرًا داهمًا وكبيرًا على حاضرنا ومستقبلنا. إن مقاومتنا للانقلاب الحوثي واجبًا لا يسبقه واجب، ومهمة لا ترقى إليها مهمة. وشرفًا لا يعلو عليه شرف في راهننا.
وأكد بن دغر، أن نجاح واستمرار هذا التكتل السياسي يتوقف على قدرتنا على استعادة روح الأخوة التي عبثت بها الأيام، إن استعادة الدولة والنظام الجمهوري لا يتحقق دون القيام بجهد مضاعف لمعالجة القضية الجنوبية، كقضية رئيسية ومفتاح آخر لمعالجة القضايا الوطنية الأخرى. سيتطلب ذلك وفقًا لبرنامج التكتل الذي يضم مكونات جنوبية عريقة ورموز وطنية معروفة وضع إطار خاص لها في سياق البحث عن حل نهائي.
كما أكد أن الدولة الاتحادية تمثل تصحيحًا لتاريخ ممتد من الصراع على السلطة والثروة، كانت الكفة تميل فيه للأقوى، وإن جانبه الصواب، وهو أمر تمنعه النظم الاتحادية، لقد عجزت الدولة المركزية رغم الشعارات البراقة عن استيعاب واحتواء التناقضات الاجتماعية الحادة في المجتمع، والناتجة عن المظالم المتراكمة.
ولفت إلى أن هذا التكتل سيدعم الشرعية الممثلة في مجلس القيادة الرئاسي ورئيسه، لتصبح جهودنا المشتركة رافدًا قويًا لكل جهد سياسي واقتصادي منقذ. فحاجتنا ملحة في هذا الشأن لوحدة القيادة، ووحدة القرار الوطني، وعودة اللحمة لمؤسساتنا المدنية والعسكرية التي يشكل تعددها عاملًا سلبيًا وسببًا في تأخير الحسم في معركة التحرير.
وقال إن" تكتلنا السياسي الجديد سيمضي في تعزيز تحالفاتنا العربية، وصداقتنا الدولية وذلك لمواجهة خطاب القوة والغطرسة والرغبة في التوسع والهيمنة، ضدًا عن مصالح الأمة وأمنها واستقرارها. واليمن تمثل بوابتها الجنوبية".
وأضاف، "سنحتاج لتعظيم قدراتنا المادية والمعنوية في معركة الصمود لمواجهة التحديات وتتشكل حولها المخاطر طالما رفض الحوثيون السلام وتحييد السلاح، سنعزز مبدأ الاعتماد على الذات، استنادًا إلى شعبنا وإرادتنا الوطنية الجمعية أولًا، وعلى دعم ومناصرة الأشقاء، ومساندة المجتمع الدولي لقضيتنا العاداة ثانيًا. وحتمًا سنحتاج إلى رؤية مشتركة مع جيراننا، فلسنا فيما نحن فيه جزيرة معزولة عما حولها".
وأوضح بن دغر، أن هذا المكون السياسي اليمني سيوفر أرضية ومنصة وطنية لخوض غمار المفاوضات والحوارات للوصول إلى سلام دائم وعادل، يستند إلى مرجعياته الوطنية والإقليمية والدولية، فالسلام كان ولا يزال وسيبقى بالنسبة لنا في مؤسسات الدولة الشرعية ومكوناتها السياسية هدفًا وغاية، وغالبًا فإن السلام الحقيقي لا يصنعه سوى الشجعان المحبون لبلدهم وشعبهم.
وتابع: "إننا ندرك بالتجربة والمراس وتاريخ من الصراع مع الأئمة أن الاستعداد للسلام يعني في ذات الوقت استعدادًا لغيره إذا ما حكمت معطيات الواقع بخلاف ذلك، أو واصل العدو الحوثي طغيانه، حاملًا سلوكيات مغايرة لمصالح الوطن والشعب، انصياعًا لرغبات أسياده في طهران. بكل أسف يعرض الحوثيون قدرات بلادنا للتدمير. ويغامرون باستقلاله وسيادته وثرواته ووحدته الاجتماعية التي مزقوا بعض أواصرها".
وتعهد بن دغر بالمحافظة، "على مواقفنا المؤيدة والثابتة للشعب الفلسطيني وحقه في العودة وتقرير المصير والعودة وبناء دولته المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشريف. تلك قضيتنا المركزية كانت وستبقى حتى يعم السلام، ويتوقف العدوان، فلسطين مكانة خاصة في قلوب اليمنيين، كما هي كذلك لدى جميع العرب، إننا نرى في حل الدولتين، علاجًا ناجعًا لأزمات المنطقة المستعصية".
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك