شنت الطائرات الإسرائيلية، خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، غارات كثيفة على مواقع عسكرية سورية، وترافق ذلك مع توغل بري في القطاع الأوسط والشمالي من محافظة القنيطرة. ووفقاً لمصادر محلية في القنيطرة، فإن القوات البرية تجاوزت مسافة تزيد عن 5 كيلومترات على طول الشريط الحدودي مع الجولان، وصولاً إلى مناطق وبلدات في القنيطرة القديمة، ومدينة البعث، ورسم الرواضي وخان أرنبة، في القطاع الأوسط وإلى أطراف بلدات عين التينة وحضر في القطاع الشمالي.
وبالتزامن مع ذلك كانت وحدات من جيش الاحتلال الإسرائيلي تستولي على مواقع الجيش السوري في جبل الشيخ التي تعرف باسم المرصد السوري والواقعة على السفوح الشرقية من الجبل قبالة المرصد الإسرائيلي. وقالت المصادر إن وفداً من أهالي المنطقة توجه للاستفسار من وحدات جيش الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة، يوم أمس الاثنين، عن أهداف هذا التوغل وحدوده على الأرض والزمن الذي سيقضيه بعدما سبب رعباً وتوجساً عند الأهالي.
وأضافت المصادر أن القوات الإسرائيلية تعهدت للوفد بالانسحاب والعودة إلى المواقع السابقة والتي تجاوزت فيها وحدات الجيش الاسرائيلي الحدود سابقاً وعلى طول الشريط الفاصل بين أراضي القنيطرة وهضبة الجولان المحتل، بشرط أن تصل وحدات من إدارة العمليات العسكرية لاستلام مهام حماية المنطقة ومنع أي اعتداءات على الجانب الإسرائيلي.
إلى ذلك، تواصل أعضاء الوفد الأهلي مع قيادة العمليات المشتركة وحصلوا على وعود بإرسال قوات شرطية ووحدات عسكرية خلال أيام قليلة من أجل حفظ الأمن في المنطقة وضمان انسحاب الجانب الإسرائيلي إلى الحدود المتعارف عليها.
من جهة أخرى، وصل اليوم الثلاثاء، وفد من الأمم المتحدة إلى مركز محافظة القنيطرة في بلدة خان أرنبة. وعلم وسائل اعلام أن قوات الأمم المتحدة ستعيد انتشارها في بعض المواقع التي كانت تتمركز فيها.
وأكد أدهم قرقماز، وهو من أهالي المنطقة، في حديثه أن إدارة العمليات العسكرية وعدت بإرسال وحدات عسكرية إلى القنيطرة والاستعانة بأخرى في المنطقة، وأنها ستتمركز بالاتفاق مع القوى التابعة للأمم المتحدة في نقاط تضمن من خلالها حفظ الأمن في المنطقة وعدم إعطاء أي ذريعة لإسرائيل للتوغل والتمدد في الأراضي السورية.
وأضاف قرقماز أن القوات الإسرائيلية لم تتعامل في توغلها الأخير بالقوة مع أهالي المناطق التي دخلتها، ولم تُبد أي نشاط على الأرض يوحي بأن بقاءها طويل الأمد، فلم تُدخل جرافاتها وتبنِ نقاط تمركز في المنطقة. وهذا الأمر الذي بدد القلق والخوف الذي عاشه الأهالي خلال الأيام القليلة الماضية.
وفي سياق متصل نفت مصادر أهلية لـ"العربي الجديد" ما تم تداوله عبر وسائل الإعلام عن وصول عناصر الجيش الإسرائيلي إلى قرى في منطقة قطنا، كحينة ومغر المير مؤكدة أنها محض إشاعات والأمن مستتب في هذه المنطقة. وقال أحد المواطنين من ريف قطنا بريف دمشق لـ"العربي الجديد" إن هناك تهويلا إعلاميا، فالمناطق لا تزال سورية، ولكن الطيران الإسرائيلي قصف مستودعات وقطعا عسكرية كانت لحزب الله اللبناني سابقاً.
وأشار إلى أن الأخبار الزائفة تصدر من قبل صفحات ليست مهنية وتهدف على أقل تقدير لزعزعة نفوس الأهالي، مطالباً الجهات التي سيطرت على البلاد بإرسال قوة عسكرية وطنية تضمن الاستقرار والأمان.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك