ليست هذه المرة الأولى التي تنشغل فيها الأوساط السياسية والإعلامية باختفاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ففي عام 2012 كانت صحة بوتين موضع تكهنات، وذلك بعد أن ألغى زيارات عدة خارج روسيا، ثم ظهر وهو يعرج، وفسر الكرملين آنذاك غياب الرئيس استناداً إلى أن بوتين يعاني من إصابة سابقة في الظهر.
وتعود الشائعات حول مرض بوتين للعام الماضي، عندما نشرت بعض وسائل الإعلام أن بوتين أصيب بورم سرطاني في البنكرياس، بينما نفت وسائل الإعلام أخرى إصابته بهذا الورم، ونقلت ما اعتبرته تسريبات بأنه أصيب بجلطة.
سيناريوهات تفسير الغياب
ما تناقلته الأوساط السياسية والإعلامية حول اختفاء الرئيس الروسي تأسس على عدم ظهوره في أي فعاليات أو لقاءات عامة منذ السادس من الشهر الحالي، وإلغاء زيارته إلى كازاخستان، حيث كان مقرراً أن يلتقي في عاصمتها أستانا مع نظيره الكازاخي، ما دفع العديد من المحللين للاعتقاد بأن بوتين مريض.
لكن خبراء روساً يعتقدون أن اختفاء بوتين ليس له علاقة بأي أمراض، وإنما فسروا الغياب بأحد السيناريوهين: الأول هو خطة وضعها وينفذها بوتين نفسه، تستهدف الابتعاد على بقعة الضوء ورصد الأوضاع والتطورات الجارية، واتخاذ خطوات عملية من دون تسليط الأضواء عليها. ويرى أنصار هذا السيناريو أن بوتين الذي تم إعداد في أعتى أجهزة الأمن العالمية، وهو لجنة أمن الدولة السوفيتية (كا جا با) لا يزال يدير أمور الحكم بعقلية، ولأن الأسلوب الأمني في إدارة الأعمال لا يحقق نجاحاً إلا في الظلام، فقد اضطر بوتين للابتعاد عن الأضواء بحجة مثل إصابته بالمرض .
أما السيناريو الثاني فيعتبر أن اختفاء بوتين جاء قسرياً تحت وطأة ضغوط وصراعات داخل السلطة الروسية، سببها دخول الكرملين في مواجهات وصدامات مع الغرب في عدد من الملفات، أبرزها الملف الأوكراني، ما أدى لخسائر كبيرة ليس فقط للدولة الروسية والخزينة الحكومية، وإنما أيضاً لكبار رجال الأعمال الروس، ما دفع بعض مراكز القوى داخل السلطة الروسية بالضغط على الرئيس لكي يتنحى مؤقتاً على أمل إيجاد مخارج من الوضع الراهن.
وهو ما وصفه العديد من المحللين الروس بانقلاب داخل السلطة، ورغم وجود حالة استياء داخل بعض مراكز القوى وعدد من المؤسسات المالية الروسية من سياسات بوتين الخاصة بتسوية أزمة العلاقات مع أوروبا، لكن الدعم السياسي الذي يحظى به بوتين من المؤسسة العسكرية يثير الشكوك في إمكانية حدوث انقلابات داخل السلطة الروسية خلال هذا العام، خاصة أن البلاد تمر بأزمة اقتصادية طاحنة. وتدرك مراكز القوى المتصارعة داخل السلطة الروسية أن أي تغييرات جذرية في تركيبة الحكم قد تؤدي لضربات موجعة لنفوذها في الأقاليم.
واعتبر العديد من المحللين أن قرار الكرملين الخاص بتأجيل تشكيل حكومة جديدة سببه الأساسي هو محاولة إضفاء سمة الاستقرار على السلطة، بهدف الحفاظ على الدعم الشعبي الكبير الذي حققه بوتين بقرار ضم القرم إلى روسيا. فيما يرى أنصار سيناريو عزل بوتين أن تراجع الكرملين عن تغيير الحكومة الروسية يعود إلى تراجع نفوذ بوتين وأنصاره، الذين تقلص نفوذهم السياسي بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة.
نفي مرض بوتين
من جهته نفى المتحدث الصحافي باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، مرض الرئيس الروسي، وأعلن أنه بصحة جيدة بعد أسبوع من اختفائه، وأمام عدسات الكاميرات التقى بوتين مع رئيس المحكمة العليا، الذي أطلعه على النتائج الأولية لعمل المحكمة العليا الموحدة. لكن تصريحات رئيس المحكمة العليا كشفت أن هذا اللقاء عقد منذ فترة لا تقل عن 3 شهور، وتحديداً بعد 5 شهور من مصادقة الرئيس الروسي على قرار بتوحيد المحاكم العليا، صدر في أواخر مايو العام الماضي.
ومن المفترض أن يستقبل الرئيس الروسي نظيره القرغيزي ألماز بك أتامبايف في بطرسبورغ، لبحث تطوير العلاقات الثنائية على خلفية انضمام قرغيزيا إلى الاتحاد الاقتصادي الأوراسي.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك