عند الرابعة والنصف فجراً بتوقيت صنعاء، حطّ الصاروخ الأول في منزل الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وتلاه صاروخان في غضون دقائق قليلة، وكان الهدف هذه المرة، رأس صالح، أو إيصال رسالة قاسية إليه في حال نجا، أن لا مكان له في المستقبل. وجاء هذا التطور، بعد ساعات من إعلان الحوثيين وحزب صالح ترحيبهما بالهدنة المقرر أن تبدأ غداً الثلاثاء.
بعد ساعات من القصف، خرج صالح يلتقط الصور ويصرّح من فوق ركام منزله، للمرة الأولى، أنّه لم يتحالف مع "أنصار الله"، من قبل، ولكن سيكون حليفاً من اليوم وصاعداً لكل من يواجه من وصفه بـ "العدوان الخارجي الغادر والجبان". وبعد نشر صورته على ركام منزله، في صفحته عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، شن التحالف مجدداً غارتين على منزله حوالى الساعة 11 قبل ظهر الأحد.
" كانت الرسالة التي أراد صالح إيصالها بالظهور فوق أنقاض منزله ذات شقين. في الشق الأول، يهدف إلى رفع معنويات مناصريه وتأكيد سلامته، بعد الصدمة التي مثّلها قصف المنزل، وإرسال تهديد لخصومه في الداخل ودعوة إلى التعامل معهم بحزم. أما في الشق الثاني، أراد القول إن "شعرة معاوية" التي كان يحتفظ بها مع السعودية بإنكار التحالف مع الحوثي، قد قُطعت، وأنه بدءاً من اليوم سيتحالف مع أي طرف يدافع عن "الوطن" ويقف ضد "العدوان" إشارة إلى الحوثي. وزاد بلهجة حربية للمرة الأولى، مشيراً إلى مواجهة برية، قائلاً "أسلحتنا على أكتافنا ورؤوسنا على أكفنا، وسنستقبل العدوان إن تقدّم على أرضنا، أما الاستمرار في المراجمة بالصواريخ، فهذه لن تحقق لهم شيئا".
ورفع صالح من مستوى تهديداته قائلاً إن "الموازين في المنطقة ستنقلب جملة وتفصيلا" نتيجة ما سماه بـ "العدوان على اليمن". ودعا صالح قوات التحالف للتحرك على الأرض، "ليروا كيف سيستقبلهم اليمنيون".
على الجانب الآخر، فقد كانت رسالة التحالف، السعودية بالذات، إلى صالح واضحة، "إن لم تكن في منزلك، ولم تلق حتفك في الصواريخ التي نزلت صنعاء مضيئة، فلا يزال أمامك فرصة للنجاة، وليس لتكون جزءاً من المستقبل". ومن الطبيعي أن المعلومات المرجحة لدى التحالف، بأن صالح قد لا يكون في منزله، وسط هذه الحرب، وخصوصاً بعد إعلان المرحلة الثالثة من العاصفة، التي من أهم أهدافها مقرات القيادات، وهو ما يخفّف من احتمال أن يكون القصد المباشر من القصف، القتل.
ربما لم يكن صالح الذي حكم البلاد 33 عاماً، 12 منها في الشطر الشمالي، و21 في اليمن الموحد، يتوقع أن نهايته قد تأتي محمولة بصواريخ سعودية. ففي أسوأ مراحل علاقته بالرياض، لم يصل الأمر إلى الحرب والقصف المباشر. غير أنه كان متوقعاً في أية لحظة، بعد بدء "عاصفة الحزم"، أن يستهدفه التحالف، بعد تحالفه مع الحوثيين، الذين تعتبرهم الرياض، ذراع إيران الذي يهدد أمنها من الجنوب. ومن الطبيعي أن حدثاً مثل قصف منزل رئيس مخلوع، كان سيلقى تنديداً شعبياً، لو لم يكن هذا الرئيس قد تحالف مع جماعة تدمر وتقتل في مدن مختلفة.
" وجاء هذا التصعيد، عقب مؤشرات بنجاح التهدئة، إذ أعلن الحوثيون الترحيب بالهدنة المقترحة والمقرر أن تبدأ غداً الثلاثاء. وعلى الرغم من الترحيب، والتأكيد على التعامل الإيجابي معها، وردت إشارات مزعجة للتحالف في بيانات الترحيب، إذ أعلن حزب صالح، أن الهيئات التنظيمية هي صاحبة القرار والوحيدة المخولة بالتعبير عن مواقف الحزب، ما يعتبر تبرؤا ضمنيا من القيادات الموجودة في الرياض، التي تشارك في التحضير للمؤتمر.
في هذا السياق، أعلن لقمان، الترحيب بـ "المبادرة الروسية"، لإيقاف الحرب، ولم يعلن رسمياً حتى اليوم عن أي مبادرة روسية في هذا الشأن، غير أن مصدراً سياسياً يمنياً اشترط عدم ذكر اسمه، ذكر لـ "العربي الجديد" أن الهدنة المقترحة عبر كيري، هي في الأصل، مقترح روسي تقدمت به موسكو عبر واشنطن. وبحسب المصدر، فإن روسيا تكفلت بقبول الحوثيين، غير أن قيامهم بقصف "نجران" السعودية أحرجها.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك