بعد الحديث التليفزيوني الذي أدلى به الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، أمس الاثنين، لقناة الميادين التابعة لحزب الله اللبناني "الشيعي"، وظهور صالح مرتبكاً ومتناقضاً ويحاول الخروج من الأزمة التي وضع نفسه فيها بأي طريقة ، بحسب مراقبين، أصبح التساؤل المهم والملح الآن هو : ما مصير الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح؟، وهل سيتحول للاجئ سياسي كالرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي أم أنه سيقدم للمحاكمة ويحاسب على ما شارك فيه من جرائم أم أن مصيره قد يماثل مصير الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي.
لاجئ سياسي:
السيناريو الأول: يبدو أن "صالح" يسعى للبحث عن أرض بديلة يقيم بها كلاجئ سياسي في ظل التقدم الكبير لقوات التحالف العربي والمقاومة الشعبية والجيش اليمني، وهو ما ظهر واضحًا في محاولته مغازلة دول خليجية وعربية مستغلًا رفضها لعدد من الحركات أو تقارب سابق بينهم بالإضافة لحرصه خلال حواره مع قناة الميادين على نفي مشاركته الحوثيين في قتالهم الدائر حاليًا.
ومن أبرز الرسائل التي وجهها صالح كانت للإمارات والتي اعتبر أن السعودية ورطتها في "عاصفة الحزم" مؤكدًا أن ابنه "أحمد" يقيم فيها بشكل كامل دون أي مشاكل أمنية، بالإضافة لنفيه مشاركته في قتل الجنود الإماراتيين بمأرب ملقيًا التهمة على ما اسماهم بالإرهابيين على الرغم من تأكيد وسائل إعلام مقربة منه سابقًا دوره في قتل الجنود.
كما حاول "صالح" استغلال الموقف الرسمي الإماراتي تجاه جماعة الإخوان، معتبرًا أن حربه هي ضد الجماعة، وربط بين تنظيم الدولة "داعش" في اليمن والإخوان بقوله "د اعش هي الإخوان المسلمين، وأنا قاتلتهم قبل أن يقاتلهم أحد في وقت مبكر، نعم يا إخوان، أنتم داعش وأنتم تنظيم القاعدة".
كما توجه بالمديح والثناء لدولة الكويت قائلا :" أن لديها نوع من العقلانية ونثمن دورها" وبرر موقفه من اجتياح صدام حسين للكويت وواصل قائلا : إن "مدحه يأتي بالرغم أن الكويت شاركت وتشارك في طائراتها بالعدوان على اليمن".
محاكمته ومحاسبته:
السيناريو الثاني الذي يواجهه "صالح" هو محاكمته ومحاسبته على ما شارك فيه من جرائم ضد الشعب اليمني، وهو ما يبدو أن الحكومة اليمنية الشرعية لن تتنازل عنه، ويظهر واضحًا في قرار الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الرافض لأي تحرك وأي حوار مع الرئيس المخلوع دون تسليم مليشياته وقواته السلاح ودون التزامهم بقرارات الأمم المتحدة وأهمها القرار 2216 التي تلزمه هو والحوثيين بتسليم أسلحتهم والانسحاب من المدن التي احتلوها قبل أي تحرك آخر.
يعضد هذا التوجه ما قام به حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه "صالح" ، حيث عقدت قيادات بالمؤتمر بالرياض، أمس الاثنين، اجتماعاً قرروا خلاله إقصاء "صالح" وإحالته هو ومن يقف معه إلى الهيئات الرقابية في التنظيم، ومحاسبتهم على الجرائم بحق الشعب اليمني، وما ألحقوه من أضرار جسيمة بحق الوطن، وبحق التنظيم الذي منحهم ثقته – على حد وصفهم.
مصير "القذافي":
السيناريو الثالث سيكون دموياً حيث يلاحق "صالح" مصير "القذافي" في ظل استهداف قوات التحالف العربي لمساكنه المختلفة، والتي حولها لمقار لميليشيات الحوثيين، وكان أبرز استهداف لـ"صالح" في استهداف منزله بصنعاء منتصف مايو الماضي والذي أصيب فيه حفيده كنعان.
كما قصفت قوات التحالف منزل نجل "ًصالح" العميد أحمد صالح منتصف سبتمبر الماضي مما أدى لتدميره بشكل نهائي، وذلك عقب عدة أشهر من تدمير منزل نجله العميد يحيى صالح وتحديدًا في يونيو الماضي
كما استهدفت قوات التحالف منازل أقارب صالح بمنطقة سنحان بصنعاء بداية سبتمبر الماضي أيضًا وتواردت أنباء عن مقتل أخو صالح غير الشقيق في تلك الغارات وهو ما يشي ببحث قوات التحالف عن صالح ومحاولة إلحاقه بسلفه "القذافي".
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك