خلافاً لما كان متوقعاً، لم تبدأ محادثات سلام برعاية الأمم المتحدة، منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، بل عاد مسار العمليات الميدانية ليتصدر مجدداً الوضع في اليمن، إذ وصلت تعزيزات جديدة لقوات يمنية تدربت في السعودية، إلى محافظة مأرب، فيما تتواصل عملية تحرير محافظة تعز، بمواجهات عنيفة وغارات مكثفة.
اشتعلت المواجهات مجدداً، الخميس، في مدينة "صرواح" أهم آخر المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون غرب محافظة مأرب، وأفادت مصادر في المقاومة لـ"العربي الجديد" أن القوات الموالية للشرعية حققت تقدماً وسيطرت على مواقع مطلة على مركز مديرية "صرواح"، والتي كان تقدم قوات التحالف والشرعية توقف عندها الشهر الماضي.
وجاءت المواجهات في "صرواح"، بالترافق مع وصول تعزيزات مؤلفة من أربع كتائب عسكرية تتبع لواءً، وهي ما تبقى من لواء عسكري جرى تشكيله وتجهيزه في معسكر سعودي قرب الحدود مع اليمن، وسبق أن انضمت كتائب منه إلى جبهات القتال في مأرب، خلال الشهرين الماضيين.
ويقود اللواء الذي وصلت منه التعزيزات، العميد هاشم الأحمر، الذراع العسكري لأبناء الشيخ الراحل عبدالله بن حسين الأحمر، والذين كانوا من أبرز خصوم الحوثيين والرئيس المخلوع، علي عبدالله صالح، خلال السنوات الأخيرة، فيما كان والدهم أحد أبرز أركان النظام السابق، وشغل منصب رئيس البرلمان، كما كان رئيساً لحزب التجمع اليمني للإصلاح.
وتبرز أهمية ظهور الأحمر، كونه يمثل النفوذ القبلي التقليدي في المناطق الشمالية، وأزيحوا تدريجياً خلال مراحل الصراع مع صالح.
وإجمالاً، بدا المشهد الميداني متغيراً إلى حد كبير، منذ أيام، بالمقارنة بما كان عليه أواخر أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، ومطلع الشهر الجاري، حيث كان الحوثيون يتقدمون في أكثر من جبهة، مستفيدين من حالة الإحباط التي سادت بسبب عدم الاستقرار في المحافظات المحررة، واضطرار الحكومة إلى المغادرة، بعد مهاجمة مقرها في عدن.
ومع عودة الرئيس عبدربه منصور هادي، إلى عدن، وتوجه الشرعية لتحرير تعز، والتعزيزات الجديدة إلى مأرب، تكون المعطيات قد تغيرت من عدة جوانب لصالح الشرعية، على أن المعطيات قابلة لمفاجآت، كما تشير تجارب الشهور الماضية.
وتصدر المسار العسكري، أخيراً، على حساب المسار السياسي الذي كان من المقرر أن يبدأ من خلال محادثات منتصف الشهر الجاري، وجرى ترحيل موعدها بعد تعثر التحضيرات، ولا يزال الموعد الجديد معقوداً على نتائج الجولة الجديدة للمبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في المنطقة، والتي بدأها من إيران الأربعاء.
وعلى الرغم من ذلك، فإن التطورات الميدانية ونتائج العمليات العسكرية، خصوصاً في تعز، لها دور كبير في تحديد مصير المفاوضات المقبلة.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك