باتت قوات التحالف العربي والقوات الموالية للشرعية اليمنية على مشارف العاصمة صنعاء، في الوقت الذي تعرضت فيه قوات صالح وميليشيات الحوثي إلى انهيارات عسكرية متتالية.
معركة صنعاء ليست سهلة وتحرير المدينة قد يحتاج 6 أشهر
وأعلنت الحكومة اليمنية وقوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية أن القوات الوطنية اليمنية باتت على مشارف العاصمة صنعاء، في طريقها لتحريرها من ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح التي احتلتها في سبتمبر (أيلول) 2014. وتوقع محللون سياسيون واستراتيجيون عسكريون، بأن معركة صنعاء ستكون خاطفة وسريعة.
أهمية صنعاء
وقال المحلل الاستراتيجي والعسكري العميد فيصل حلبوب لـ 24 إن "قوات الشرعية والمقاومة تتقدم باتجاه صنعاء في خط متواز مع الاستراتيجية السياسية، وأعتقد أن الخطين السياسي والعسكري سيصلان في وقت واحد إلى العاصمة، لأن هناك صفقات سرية تجري خلف الكواليس وغير معلنة أهمها تنازل رؤوس وأطراف لأطراف أخرى، وبهذا سيختصر الوقت وستصل الأمور لصنعاء بأقرب مما نتصور، أما تعز فستكون هي الأخرى في إطار التسوية نفسها".
معركة سريعة وخاطفة
من جانبه، أكد الصحافي والإعلامي اليمني والمرافق للقوات الوطنية القادمة من مأرب والجوف، محمد القاضي أن "التقدم الذي حققه الجيش الوطني مدعوماً بالمقاومة الشعبية خلال الأيام القليلة الماضية، يُوحي بأن معركة صنعاء يمكن أن تكون سريعة وخاطفة، فمن الواضح أن هناك خطة عسكرية محكمة وضعت في الحسبان حالة التذمر لدى سكان صنعاء، من ممارسات ميليشيات الحوثي الاستفزازية، والتركيبة القبلية لحزام العاصمة".
وأضاف القاضي في حديث خاص لـ24 "نستطيع القول إن معركة فرضة نهم (شرق صنعاء) معركة مصيرية للطرفين سيكون لها ما بعدها، ومتى ما حسمها الجيش الوطني فإن الطريق سيكون سالكاً وممهداً إلى ما بعدها".
تسوية سياسية بدلا عن الحرب
من جهتها، استبعدت الناشطة السياسية دلال حمزة وقوع حرب في العاصمة اليمنية صنعاء بين القوات الموالية للشرعية اليمنية والقوى الانقلابية.
وقالت حمزة في حديث خاص لـ24 " لا أعتقد أن صنعاء ستشهد معركة، ربما تصير هناك تسوية سياسية غير معلنة، والمتوقع في صنعاء أنه قد تحصل هناك عملية تبديل، او انقسام بين القوى الانقلابية وقد يعلن الكثير الولاء للشرعية اليمنية، وقد تصبح الكثير من قيادات الانقلاب قيادات موالية للشرعية وكأن شيئاً لم يحصل".
ستة أشهر من الحرب
وأعتبر الكاتب والمحلل السياسي اليمني ماجد بن كاروت "معركة صنعاء للتحالف العربي وللقوات الموالية للشرعية المحطة الأهم في الحرب التي اندلعت منذ ما يقارب التسعة أشهر، لأنها عاصمة اليمن ولأن صنعاء هي مركز مهم لضرب الحوثية التي نقلت مركز حكمها من صعدة إلى صنعاء خلال العام والنصف عام المنصرم".
وأضاف بن كاروت في حديث خاص لـ24 "معركة صنعاء ليست سهلة وهي بحاجة إلى 6 أشهر لتحريرها من قبضة المليشيات العفاشية والحوثية، إلا إذا أدير الملف بشخص جدير بثقة قبائل الطوق التي معظمها لم تساند الحوثي وهي صمام أمان للعاصمة صنعاء، فمن ملك قلوب القبائل نجح في الوصول إلى مبتغاه".
وقال "إن دخول القوات صنعاء يعني انهيار الجبهات الأخرى مثل تعز والبيضاء"، مؤكداً أن معركة صنعاء ستنجز 70% من الحرب في بقية المحافظات التي لا تزال المليشيات الحوثية والعفاشية تحتلها، خاصة في ظل وجود مقاومة مستمرة في البيضاء وتعز".
وقال: "باعتقادي أن الحوثيين وصالح ذاهبون في التحالف إلى النهاية لأن المكان الذي يتمركز به الطرفان من شمال الشمال، فقط وهذا يجعلهما كما قال القيادي الحوثي أبوشوارب الذي هاتفه الرئيس المخلوع في تسريب للجزيرة "ليس لدينا ما نخسره" وما ضرب المنشآت النفطية بمأرب إلا دليل واضح".
المدنيون ضحايا الحروب
وقال بن كاروت في تعليق حول تجنب وقوع ضحايا مدنيين "ليس هناك أي حرب ترحم ضحايا الحروب وليس أمام تجنيب المدنيين إلا مغادرة المليشيا لصنعاء ودخول قوات الشرعية بسلام وهذا بحاجة إلى ضغوط دولية وإقليمية على الحوثيين".
وأضاف "يجب تسليم ملف الحرب لشخص تثق به قبائل الطوق (المحاذية لصنعاء) لأنه بالإمكان استخدام ذات الأسلوب الذي دخل به الحوثيون إلى صنعاء وهو الحصار الشامل ومن ثم تسليم العاصمة إلى قوات الجيش الوطني وقوات التحالف العربي".
وتخوض القوات الوطنية الموالية للشرعية معارك شرسة ضد ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع صالح بدعم قوي من قوات التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك