كل الصراعات العسكرية التي تحدث بين دول أو اطراف سياسية وجماعات دينية تكون قد سبقتها حرب إعلامية بكم مهول من الترويج والتبرير لسياسة هذه الجماعة أو تلك.
تلك المرحلة من مراحل الصراع تتعلق بقدرة أياً من اطراف الصراع على توظيف المعلومة التوظيف الأفضل والأمثل لكسب تأييد ورضا الرأي العام والقبول بأي خطوة تُتخذ كنتاج طبيعي لترسيخ ثقة الجماهير في قيادتهم او مرؤوسيهم .
عند البدء في مرحلة الصراع العسكري أو الإقتتال تكون للأدوات الإعلامية دوراً مهم وأساسي في إدارة ذلك الصراع أما من خلال دحض وتكذيب كلما يقوم به الرأي الآخر أو التقليل من شأنه وأهميته ، أو من خلال أختلاق وفبركة حدث معين لصالح ذلك الطرف يكون الغرض منه هو تثبيط معنويات الرأي المخالف ، أيضاً تهويل الحدث بشكل خيالي وإظهار نتائجة بأنها كارثية بالنسبة لطرف وعامل من عوامل النصر بالنسبة للطرف الآخر القدرة على توظيف الأدوات الإعلامية في ظل تراجع الأداء العسكري مثلاً قد تخلق رأي عام متماسك ومؤمن بالنصر كفرضية ثابته حتى وإن كانت اقرب للخيال منها إلى الواقع .
على العكس من ذلك تماماً حينما يكون طرف معين يمتلك قرار السيطرة على أرض الواقع لكن لا يمتلك أدوات إعلامية مناسبة تستطيع إقناع الرأي العام بذلك ،، في العالم العربي كانت أغلب وسائل الإعلام المرئية وغير المرئية مملوكة للحاكم ومن على شاكلته وتعمل وفقاً لأوامره ونواهية إلا في بعض البلدان العربية التي تمتلك قنوات ووسائل معينة تستطيع من خلالها تسويق نفسها وأبجدياتها للرأي العام داخل الدولة .
لم تظهر ملامح الصراع الاعلامي بشكلها الأوضح إلا بعد مرحلة الربيع العربي لسبب ظهور وسائل الإعلام بشتى أنواعها نتيجةً للكبت الذي كان مفروض عليها في مرحلة ما قبل الثورات .
تعددت طرق إدارة الصراع تلك وأصبحت محل إهتمام بالنسبة للرأي العام العربي بعد أن كان لا يقرأ سوى ما سمح النظام الحاكم بنشره ولا يسمع ويرى سوى بما سمح النظام الحاكم ببثة .
فظهرَ الصراع على شكلين مختلفين الأول صراع إعلامي سياسي : أي الوقوف مع هذا الطرف او ذاك تحت مبررات سياسية كالصراع مثلاً بين قناتي الجزيرة والعربية فيما يخص الوضع في مصر فكل وسيلة إعلامية تسوق القضية التي تؤمن بها تحت طائلة المصالح السياسية وهذا يظهر بشكل ضئيل في الوقت الحاضر بالنسبة للعالم العربي ،، الثاني صراع إعلامي أيدلوجي : قائم على الأيدلوجيا كأساسيات في مواجهة الخصم وهذا الأسلوب يحظى بتجييش كامل وتأييد في عالم اليوم يتبنى الطرف الأول أيدلوجيا معينة يعتقدها أقرب للحقيقة ويعمل جاهداً في ذات الوقت بتشوية أيدلوجية وعقائدية الطرف الآخر .
على سبيل المثال من ذلك تتحدث وسائل الإعلام التابعه للنظام السوري أن الجيش النظامي يقاتل الإرهابيين اللذين هم ضد الإسلام أي ضد عقيدة الحاكم وعلى هذا النحو تصور وسائل الإعلام التابعه للمعارضة معركتها بأنها ضد النظام القائم على العقيدة النصيرية الخارجة عن الإسلام كما يرون .
الأمر ذاته أيضاً يحدث في اليمن حين نرى الوسائل الإعلامية التابعة للحوثي تصور المعركة بأنها دفاع عن الدين مما يسمونهم الدواعش والقاعده ومن ثم يأتي مصطلح الغزاه والعملاء كسبب استثنائي إنما ما يتم تسويقة للرأي العام بأن المعركة دينية وبالتالي مقدسة ولا بد من خوضها ، وعلى العكس من ذلك تماماً ما تقوم به الوسائل الإعلامية التابعة للشرعية حيث تصور الصراع بأنه ضد الروافض المجوس لإيجاد سبب عقائدي يساهم بشكل او بآخر في تغذية أطر الصراع ومسبباتها وأسباب إستمراره وهذا ينطبق ايضاً على الوسائل الإعلامية التابعه للمملكة في طبيعة تعاملها مع الصراع وردة الفعل التي تتبناها وسائل الإعلام المؤيدة للحوثيين كقناة العالم مثلاً حين تتحدث عن أن النظام السعودي هو من انشأ داعش ودعمها فهذا ليس مجرد خبر يظهر على شاشة القناة للقضاء على فراغ الوقت بل سياسة معتمدة لكسب تأييد الرأي العام المؤيد لذلك التوجه بشكل أيدلوجي يضمن بقاؤه وإستمراره"اي الصراع".
يستمر الصراع الإعلامي بقدر إستمرار البقاء في الصراع العسكري والإحتراب بل ويفوقه فيالإستمراريه كأن تضع الحرب اوزارها مثلاً ولكن ما يزال الصراع الإعلامي قائماً تحت يافطة تبني وجهات النظر المختلفه والتعبير عنها.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك