قال مستشار الرئيس هادي ونائب رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام صالح الدكتور أحمد عبيد بن دغر اليوم السبت ، إن روسيا تفكر في محاولة "إخراج صالح من ورطته، مقابل أن يترك الحوثيين يواجهون مصيرهم أو ينصاعون للسلام".
ونقل بن دغر عن السفير الروسي بصنعاء فلاديمير ديدوشكين، قوله أن صالح أصبح بحد ذاته مشكلة.
وأضاف بن دغر في حديثه مع "الشرق الأوسط" ، وكما تابع " اليوم برس " ، إن "الأقلية من فروع الحزب، لا تزال تؤيد علي عبد الله صالح، وأنه حاول مرارًا تقديم الدعوة للجنة الدائمة لعقد جلستها، إلا أنه لم يحضر أحد".
وأشار إلى أن هناك معلومات عن اتفاق سري بعضه مكتوب عبر رسائل، وأخرى عبر اتصالات هاتفية، جرى بين صالح وزعيم المتمردين عبدالملك الحوثي، مفاده الانتقام من كل الأطراف التي كانت بالسلطة وأدت إلى إقالة صالح في 2011.
وتحدث بن دغر عن لقاءه بالسفير الروسي لدى اليمن حيث قال : لقاء فلاديمير ديدوشكين السفير الروسي في صنعاء إلتقيته على هامش لقاء دبلوماسي في الرياض ، وأبلغني بأنه سيذهب إلى اليمن لمقابلة علي عبدالله صالح ، وذلك من أجل تحقيق السلام والإستقرار في اليمن ، فسألته عما إذا كان يعتقد أن السلام سيتحقق على ضوء قرارات مجلس الأمن 2216 ، فأجاب نحن في روسيا ، ما زلنا نقف مع قرار مجلس الأمن ، إلا أن صالح أصبح مشكله ، فرددت عليه " روسيا باستطاعتها إخراج صالح من ورطته ، ونصحه بأن يخرج ويترك الحوثيين يواجهون مصيرهم ، أو ينصاعوا للسلام " . فرد السفير الروسي قائلاً ( هذا ما نفكر فيه ونعمل من أجله ) .
وتابع بن دغر : ولكن صالح يبحث عن وسيله لجر الروس إلى التدخل في اليمن ، وأنا أعتقد أن الروس لن يحققوا ما يريده ، فقط يمكن أن يطرحوا عليه فكرة الخروج الآمن من صنعاء ، وخصوصاً فإن أمريكا وبريطانيا وإحدى دول الخليج عرضت عليه فكرة الخروج الآمن من صنعاء ، إلا أنه كان يرفض .
وعن دعوات صالح لفتح حوار مع السعودية قال بن دغر : صالح عندما يجد نفسه في موقع صعب يبحث دائماً ولو شكلياً عن مخرج آمن ظنناً منه أنه إذا اتهم السعودية وهاجمها سيشكل له مخرجاً وسيعطيه الفرصة إلى الحوار المباشر معها ، والسعودية لن تستجيب لرغبات ونزوات صالح ، بالرغم أنها حاولت منذ فترة طويله أن تجعل صالح في المكان الذي تراه ماناسباً ، إلا أنه ناكراً للجميل ، ويكفي فقط أن السعودية أنقذته من الموت في 3 يونيو 2011 وأرسلت له طائره خاصة مزودة بأحدث الأجهزة الطبية الحديثة ( حسب قوله ) .
وقال بن دغر : صالح شعر بالهزيمة وبالتحديد خلال الأيام الماضية عندما يسمع المدافع بالقرب من العاصمة صنعاء ، وأن اليمنيين تحملوا كثيراً نزواته وهم يدركون أن مصالحهم تختلف عن مصالح المتمردين ، حيث يعمل صالح على تحالفات جديدة وأي تحالف يضمن له البقاء وأقاربه في السلطة يعمل من أجله .
كما قال بن دغر : صالح في رأسه أمر واحد فقط وهو البقاء في السلطة ، فإن خسر ذلك يبحث أن يكون شريكاً فيها ، فعندما أدرك أن مخرجات الحوار الوطني ستؤدي إلى دولة إتحاديه لا مركزية ، بحيث لن يستطيع أحد التحكم فيها ، ويمنح ذلك تقسيم السلطة والثروة ، وعندما أدرك أن مخرجات الحوار الوطني كانت ستقضي على آماله ، ذهب للبحث عن تحالفات جديدة تمنحه البقاء في السلطة أو حتى شريك فاعل فيها .
وتابع بن دغر : كان هنالك إتفاقاً سرياً جرى بين عبد الملك الحوثي وصالح ، وهذا الإتفاق جرى بالإنتقام من كل الأطراف التي كانت بالسلطة وأدت إلى إقالة صالح في 2011م ، وترتب عليه زحف المليشيات الحوثية إلى صنعاء ، لأن الحرس الجمهوري وألوية الجيش ، إما أنها لا تزال متأثرة بصالح ، وإما أنها ألويه تتبع الحرس الجمهوري الموالي لأحمد علي عبدالله صالح ، وتلك القوات لم تقاتل الحوثيين في دماج وحاشد وعمران ، والطرف الوحيد الذي صمد هو الشهيد اللواء حميد القشيبي وضحى ودافع عن عمران ولكنه تم خذلانه .
وعن الإتفاق السري بين صالح والحوثيين قال بن دغر : كان هنالك بعض المؤشرات ولقاءات تجري مع القيادات الحوثية في ذلك الوقت ، واتصالات مباشرة مع عبد الملك الحوثي وصالح قبل مارس 2014 ، أي قبل وصول الحوثيين إلى صنعاء ، وتلك الإتصالات معظمها كانت مكتوبه عبر رسائل ، وأخرى عبر إتصالات هاتفيه ، وأضن أن هنالك إتفاق سري قبل ذلك جرى بين عبد الملك الحوثي وأحمد علي عبدالله صالح ، وترتب على ذلك السيناريو الكبير ، أن تبدوا قوات الحرس الجمهوري متخاذله أو تعمل على سيناريوا يخرجهم من الحرج كي لا تظهر بمظهر الرضى والمؤيد في حينه .
وعن محاولة إستقطاب المواليين لصالح إلى صفوف الشرعية قال بن دغر : نحاول أن نستقطب الكثير من اللجنة الدائمة وكذلك العامة ، وأجرينا إتصالات كثيرة ، طبعاً اتحدث عن المناطق التي لا زالت تحت سيطرة صالح والحوثي .
وعن عارف الزوكا والقربي قال بن دغر : الزوكا أحد قيادات حزب المؤتمر ومن المقربين لصالح ، لكن عندما يقرر صالح شيئ في السياسة لا يستشير أحد ، حيث كان الزوكا يقول في مباحثات ( جنيف 2) إنهم يمثلون المؤتمر فرددت عليه وقلت بأن صالح لا يمثل إلا نفسه وليس لكم أي دخل في المؤتمر .
وقال بن دغر : أما أبو بكر القربي فهو بعيد عن مبادئ السياسة والمبادئ العامة بين الطرفين في الحل السياسي في اليمن ، بالرغم أنه تولى حقيبة الخارجية اليمنية 11 سنة ، وأخذ موقفاً آخر مع الطرف المتمرد ، وأعتقد أن أبو بكر مختلف عن الأخرين ، وربما يتغير موقفه قريباً.
وعن نتائج جنيف وجدية الإنقلابيين في التوصل لحل قال بن دغر : الحوثيون لديهم هدف الإستيلاء على الأرض وحكم اليمن بالقوة بأي وسيلة كانت ، أما صالح كان يبحث عن مخرج سياسي يبقيه في السلطة أو حوار سياسي يكون هو شريكاً فيه ، واختلاف الأهداف بين الحوثي وصالح يجعل بعض التناقض فيما بينهم ، لكن الهدف المشترك بينهما هو الإستيلاء على السلطة.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك