قالت مصادر إعلامية مصرية، إن رئيس الوزراء المصري شريف إسماعيل طلب من وزير العدل أحمد الزند تقديم استقالته إثر إساءته للنبي صلى الله عليه وسلم، في حوار تليفزيوني.
وقالت المصادر: إن طلب رئيس الوزراء من وزير العدل تقديم استقالته، جاء إثر تصريحاته التي مست مقام النبوة، بعد أن أثارت استياءً واسعًا داخل الشارع المصري. وبحسب مصادر مطلعة، فإن تلك الجهات طلبت على عجل إقالة الزند دون الانتظار حتى موعد التعديل الوزاري المرتقب، بعدما نقلت تقارير إلى مؤسسة الرئاسة تحذيرها من الإبقاء عليه في ظل حالة الغضب التي انتشرت بين المصريين جراء تصريحاته المثيرة للجدل. ووفق المصادر فإن شريف إسماعيل رئيس الوزراء طلب من وزير العدل تقديم استقالته، وينتظر أن يتقدم بها في غضون الساعات القادمة.
وكان المستشار أحمد الزند وزير العدل أدلى بتصريحات مثيرة للجدل في مقابلة تليفزيونية مع الإعلامي حمدي رزق على "قناة صدى البلد"، الجمعة الماضية، أثناء توعده بحبس الصحفيين الذين نشروا عن قضية أرض نادي قضاة بورسعيد. وقال "لقد ذكروا أهل بيتي ومن يذكر أهل بيتي أقاضيه ومش حاسيبه وهسجنه حتى ولو كان النبي صلى الله عليه وسلم"، قبل أن يتدارك قائلاً: "أستغفر الله العظيم".
وحذر الأزهر الشريف مِن التعريض بمقام النبوة الكريم في الأحاديث الإعلامية العامة؛ صونًا للمقام النبوي الشريف - صلى الله عليه وسلم - من أن تلحق به إساءة حتى لو كانت غير مقصودة.
وأضاف الأزهر، في بيان أصدره اليوم: "المسلم الحق هو الذي يمتلئ قلبه بحبِّ النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - وباحترامه وإجلاله، وهذا الحبُّ يعصمه من الزلل في جنابه الكريم - صلى الله عليه وسلم"، في إشارة لتصريحات المستشار أحمد الزند وزير العدل.
وتابع البيان: أنه "على الجميع أن يعلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - هو شرف هذه الأمة وعنوان فخرها ومجدها، وعلى هذه الأمة أن تقف دون مقامه الكريم بكل أدب وخشوع وعرفان بالفضل والجميل، قال تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا، لِّتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا)".
هذه التصريحات أشعلت غضب مواقع التواصل ليس في مصر وحدها بل في عموم المنطقة العربية، حيث يعتبر التطاول على مقام النبوة محركا للغضب الجماهيري، فوسوم الهجوم على الزند تصدرت في المملكة العربية السعودية ومنطقة الخليج، وصولا إلى شمال إفريقيا، حيث اعتبر مغردون وناشطون عرب تطاول الزند أحد ملامح "فرعونية" نظام السيسي وفق قولهم.
آلاف التغريدات عبر وسوم "#الزند" و "#الزند_يتطاول_على_النبي" و"#حاكموا_الزند_إلا_رسول_الله" اعتبرت الزند مفتئتًا على مقام النبوة، كما رأت في تصريحاته انعكاسا لسياسات النظام المصري تجاه الرموز الدينية الإسلامية وفق قولهم، واسترجع مغردون بالذاكرة ما اعتبروه مهاجمة السيسي للنص الديني واعتباره يحث المسلمين على عداء غيرهم في العالم، وإظهار العالم وكأنه ضحية للمسلمين.
مغردون آخرون خلطوا ما بين الديني والسياسي، حيث استذكروا قيام القضاء المصري بحبس معارضين تعرضوا لشخص السيسي بتهمة ازدراء شخص رئيس الجمهورية، في حين يقوم وزير عدل دولته -وفق قولهم- بازدراء مقام النبوة على شاشات الإعلام دون أدنى محاسبة تذكر، أو احترام مشاعر ملايين المسلمين، ليس في مصر وحدها، وإنما في العالم كله.
ويرى معلقون سياسيون على موقع تويتر أن سلوك النظام المصري تجاه القضايا الدينية يعكس لدى كثير من المحللين أجندة خفية تحاول مهاجمة الثوابت الدينية لدى الشعب المصري، في حين اتهم ناشطون إسلاميون نظام السيسي بالسعي نحو امتهان الرموز الإسلامية ومزيد من "علمنة" البلاد تحت دعاوى تجديد الخطاب الديني، وإطلاق يد خصوم التيارات الدينية في العبث بتراث المسلمين ومقدساتهم.