في شهوره الأخيرة بالبيت الأبيض، فجر الرئيس الأميركي باراك أوباما قنبلة عبر تصريحات لمجلة "ذي أتلانتك"، أعرب فيها عن اعتقاده بأنه ليس من مصلحة بلاده التقيد بتقديم الدعم التلقائي للسعودية ودول الخليج.
ودعا أوباما السعوديين إلى اقتسام الشرق الأوسط مع خصومهم الإيرانيين، وقال "إن التنافس بين السعوديين والإيرانيين ساعد على تغذية الحروب بالوكالة وإثارة الفوضى في سوريا والعراق واليمن".
وقد أثارت اتهامات أوباما للسعودية بخوض حروب بالوكالة في المنطقة وتأجيج الصراع الطائفي غضب الرياض. وظهر ذلك عملياً في الإهانة التي تلقاها أوباما نتيجة للإستقبال الضعيف عند وصوله إلى السعودية ، حيث لم يتم السلام عليه بالخدود كما هو متبع عند استقباله ، وحتى عند استقباله في المطار لم يستقبله الملك سلمان كما فعل عند استقباله لقادة دول مجلس التعاون االخليجي الذين وصلوا في نفس اليوم إلى الرياض ، بالإضافة إلى عدم التغطيه المباشره عند وصول أوباما المطار .
ونورد بعض الأراء والتحليلات من برنامج "حديث الثورة" على قناة الجزيرة ناقشت أبعاد التباين في المواقف الأميركية والسعودية من الملفات الساخنة في منطقة الشرق الأوسط.
وتعليقا على تصريحات أوباما تلك، قال الكاتب الصحفي السعودي جمال خاشقجي إنها اختزلت ما يجري في منطقة الشرق الآوسط في صراع بين السعودية وإيران وخوضهما حروبا بالوكالة، وهذا توصيف مزعج تجاهل الربيع العربي.
ودعا خاشقجي إلى إعادة الاعتبار لمفهوم الربيع العربي فيما يجري في المنطقة، وأنه ليس صراعات طائفية بل ثورات حقيقية، فالمفهوم الحقيقي هو أنه ثورات للشعوب من أجل الحرية، مشيرا إلى أن الصراع في سوريا نموذج لخطأ أوباما في التوصيف، حيث لا يوجد صراع بين السنة والشيعة بسوريا.
وأكد أن السعودية وإيران يستحيل أن تتفقا على ملفات الخلافات بينهما في المنطقة، فإما أن تصطف السعودية مع إيران في رفض الربيع العربي أو تصطف إيران مع السعودية وتدعم الشعب السوري بدل دعمها بشار الأسد، وكلا الأمرين مستحيل.
وقال خاشقجي إن دعوة أوباما السعودية وإيران إلى اقتسام الشرق الأوسط فيها لمسة استعمارية، وليس من حق الرياض وطهران "صنع يالطا جديدة" لاقتسام المنطقة، معتبرا أن المزعج في الإدارة الأميركية هو "أننا لم نر منها دعما للديمقراطية في مصر وسوريا واليمن، بينما السعودية تدعم حركة الشعوب من أجل الديمقرطية".
إيران دولة إرهابية
من جهته اتهم الباحث في معهد هدسون والخبير في شؤون الشرق الأوسط والأمن القومي مايكل بريجنت إيران بأنها "دولة إرهابية وراعية للإرهاب، وهي تريد أن تصبح قوة نووية في المستقبل".
وأضاف بريجنت أن إيران تمول حزب الله في لبنان وتدعم الشيعة ضد السنة في العراق وتدعم بشار الأسد في سوريا وتخوض حربا في اليمن عبر الحوثيين، كما تسعى لزعزعة استقرار السعودية والبحرين، ومن غير المنطقي أن يطلب أوباما من القوى السنية في المنطقة تغيير موقفها من إيران.
وقال إن تصريحات أوباما تعبر عن رأيه الشخصي، وهو يعلم جيدا أهداف إيران التوسعية في المنطقة، معتبرا أن طهران تجبر الرياض على تركيز مواردها للدفاع عن نفسها بسبب انسحاب أميركا من المنطقة وتقاربها مع إيران بعد الاتفاق النووي.
خيبة أمل
أما الكاتب والباحث السياسي محمد قواص فقال إن تصريحات أوباما تعبير عن خيبة أمله وهزيمته في السياسة الخارجية الأميركية، وإلقاء باللوم على الآخرين في ذلك.
وأضاف قواص أن هذه التصريحات لا تليق برئيس أكبر دولة في العالم، وهو مرتبك من الاتفاق النووي مع إيران وتسويقه، وينسى العلاقات التاريخية لأميركا مع السعودية ودول الخليج.
واعتبر أن أميركا لم تعد تملك إستراتيجية واحدة في الشرق الأوسط وإنما يوميات تتبدل يوميا، مشيرا إلى أن أوباما لديه تصفية حسابات مع دول المنطقة ويتصرف إزاءها بطريقة عدائية.
ورأى قواص أن أوباما أصبح بعد الاتفاق النووي مع إيران حليفا لها أكثر من دول الخليج التي بدورها لم تعد تعتمد كثيرا على الدعم الأميركي الرسمي، واتخذت قرارها الذاتي بالدفاع عن نفسها منذ إنشاء التحالف العربي لدعم الحكومة الشرعية في اليمن والتحالف الإسلامي ضد ما يسمى الإرهاب.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك