توج الجزائري رياض محرز بجائزة أفضل لاعب في الدوري الانجليزي الممتاز، وهو أول لاعب أفريقي وعربي يفوز بهذه الجائزة المرموقة، التي لم ينلها لاعبون أفارقة متميزون مثل ديديي دروغبا ويحي توري.
وكان حصول محرز على لقب أفضل لاعب في الدوري الانجليزي نتيجة عمل دؤوب وتميز تواصل طوال موسم 2015-2016، مع فريقه الذي هو أيضا على أبواب تحقيق فوز تاريخي بلقب الدوري، بعدما نجا، الموسم الماضي، بأعجوبة من شبح السقوط إلى الدرجة الثانية.
وللمقارنة، فإن محرز انتقل إلى ليستر سيتي بعقد قيمته 350 ألف جنيه استرليني، بينما كانت قيمة انتقال الفائزين السابقين بالجائزة إيدن هازار إلى تشيلسي ولويس سواريز إلى ليفربول بنحو 32 مليون جنيه استرليني للأول و23 مليون جنيه استرليني للثاني.
والأغرب من ذلك أن مندوب ليستر سيتي الذي تعاقد معه، ذهب إلى فريق لوهافر الفرنسي لمعاينة لاعب آخر، ولم يكن على علم بمحرز أصلا.
ومثلما فاجأ ليستر سيتي المتابعين وخبراء الكرة بتصدره الدوري الانجليزي، فإن محرز البالغ من العمر 25 عاما، كان اكتشاف الموسم أيضا، وفاجأ الجميع بمهاراته وأهدافه وتمريراته.
فلم يكن الكثيرون يتوقعون لهذا اللاعب النحيل الجسم، أن يضمن مركزا أساسيا في فريق بالدوري الانجليزي، ناهيك عن الفوز بجائزة أحسن لاعب في الدوري، والانضمام إلى نادي أساطيره، على غرار كيفن كيغن، وكيني دالغليش، وغاري لينيكر، وتيري هنري، وكريستيانو رونالدو، وغاريث بيل، ولويس سواريز.
ولكن محرز سجل، قبل أربع مباريات من نهاية الدوري، 17 هدفا لفريقه، وصنع 11 هدفا آخر، بتمريراته الدقيقة، ومراوغاته القاتلة.
لم يقتنع المشرفون على كرة القدم في الفرق الفرنسية التي لعب لها محرز، بفنياته ومراوغاته عندما كان طفلا، في منطقة سارسيل بضواحي باريس، بسبب نحالة جسمه.
فأغلب المندوبين الذين توفدهم الفريق الكبيرة مثل باريس سان جيرمان وتولوز وغانغون، لرصد المواهب وجلبها إلى مدارسهم، كانون يعزفون عن اختيار محرز، لأنه حسب الكثيرين هزيل الجسم، وبطيء الحركة، ويميل إلى اللعب الفردي.
أما رياض فكان واثقا من إمكانياته، وحريصا على تطوير أدائه وتحقيق أكبر أحلامه، وهو اللعب لفريق برشلونة، مثلما كان يردد لزملائه والمقربين منه، وهو لا يزال لاعبا احتياطيا في سارسيل.
وتمكن فتى ضواحي باريس الفقيرة، بفضل إصراره على صعود سلم النجاح، من الانضمام إلى فريق لوهافر في الدرجة الثانية بالدوري الفرنسي.
ولم يكن مرتاحا في لوهافر أيضا، رغم فنياته العالية، لأن المشرفين على الفريق هناك، وجماهير الفريق كانوا يرون أنه لا ينسجم مع الفريق، ويميل إلى اللعب الفردي.
وفي يناير/ كانون الثاني 2014 لمحه مندوب ليستر سيتي ، ستيف وولش، وقرر "المجازفة" بأخذه إلى دوري الدرجة الثانية، الذي تعد اللياقة البدينة فيه جانبا أساسيا.
وحتى قيمة صفقة انتداب محرز في ليستر سيتي وهي 350 ألف جنيه استرليني، اعتبرها البعض مبلغا كبيرا.
ولكن الأيام أثبتت أن ثقة اللاعب الجزائري النحيل بنفسه كانت في محلها، إذ أصبح اليوم واحدا من أبرز اللاعبين في العالم.
أما في حي سارسيل، الذي نشأ فيه، فجميع الناس يعرفون محرز، ويتابعون مباريات ليستر سيتي ليشاهدوا أهداف ومراوغات ابن حيهم، ويلقبونه بكريستيانو رونالدو سارسيل.
وقد يلعب محرز أمام برشلونة، الفريق الذي كان يحلم باللعب له، لأن ليستر سيتي ضمن اللعب في منافسات دوري أبطال أوروبا، قبل نهاية الدوري الانجليزي.
وربما انتقل للعب في الفريق الإسباني، الذي ليس عليه أن يدفع إلا 350 ألف جنيه استرليني لفريق ليستر سيتي فقط للحصول على خدمات اللاعب الجزائري.
ولعب محرز للمنتخب الجزائري أول مبارة ضد أرمينيا في عام 2014، وكان ضمن التشكيلة التي شاركت في نهائيات كأس العالم في البرازيل، ولعب مباراة واحدة فقط.
وسجل أول أهدافه للجزائر في تصفيات كأس أمم أفريقيا الأخيرة ضد مالاوي، ولعب جميع مباريات نهائيات كأس أمم أفريقيا 2015، وسجل هدفا أمام السينغال.
ومنحت الصحافة الجزائرية رياض محرز جائزة أفضل لاعب جزائري في يناير/ كانون الثاني الماضي، وهي جائزة تمنح لأفضل اللاعبين الجزائريين في الدوري المحلي أو في الخارج.
يقول محرز: "عندما أكون في الملعب أشعر كأنني أطير".
ويقول عنه زميله في ليستر سيتي الحارس كاسبر شمايكل: "محرز لاعب مثير، يجعل المتفرجين يقفون من مقاعدهم، بفضل حيويته ولمساته الساحرة. له القدرة على خلق الفرصة من العدم. وهذا هو نوع اللاعبين الذين يحتاجهم كل فريق".
ويرفض محرز أن يقال عنه نجم فريق ليستر سيتي رفقة زميله الهداف، جيمي فاردي، ويقول "نحن لاعبان في فريق من الأخوة، كل واحد منا يلعب من أجل الأسرة".
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك