نجحت وساطة كويتية بين قيادة التحالف الاسلامي في المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثيين في اخراج المفاوضات اليمنية من عنق الزجاجة وتحقيق انفراجة ملموسة تمثلت في تحسن التزام الأطراف المتصارعة بوقف الأعمال القتالية.
وحسب ما نشرت صحيفة السياسة الكويتيه ، وكما تابع " اليوم برس " فقد إنتقلت المشاورات الى مواضيع أساسية تتعلق بمضمون الاطار العام الذي تقترحه الأمم المتحدة لتسوية النزاع وارساء حل شامل للأزمة. في هذا السياق، قال عضو وفد حركة “انصار الله” ناصر باقزوز ان “رئيسي وفدي جماعة الحوثيين والمؤتمر الشعبي التقيا النائب الاول لرئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد قبيل توجهه الى السعودية مساء اول من امس وطلبا منه التدخل لدى المملكة والتمني عليها وقف الغارات”، بينما أكدت مصادر مطلعة لـ “السياسة” ان الوساطة الكويتية نجحت بالفعل في تحقيق تقدم انعكس تفاؤلا في السير ببحث جدول الاعمال والنقاط الخمس الواردة في القرار الأممي الخاص باليمن.
وتأكيدا لهذه الأجواء، أعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ عن “ارتياحه للتحسن الملحوظ في تثبيت الأعمال القتالية والهدوء النسبي الحالي للوضع الأمني”، مبينا ان “لجنة التهدئة والتواصل تبذل جهودا جبارة مع اللجان المحلية من أجل ضمان سلامة وأمن اليمنيين”. وكان نائب وزير الخارجية خالد الجارالله قال في تصريح له صباح امس ان هناك “اجواء تفاؤلية” تسود مشاورات السلام اليمنية، مؤكدا ان هناك “اصرارا من الاشقاء اليمنيين على ان لايخرجوا من مشاورات الكويت الا بالنجاح”. وعن تباين وجهات النظر بين الاطراف اليمنية وما اذا كانت هناك مساع كويتية لرأب الصدع، اوضح الجارالله ان “من الطبيعي جدا ان يكون هناك اختلاف وتباين في وجهات النظر حول بنود جدول الاعمال ومن غير المتوقع في ضوء الحرب والصراع المستمر منذ اكثر من عام ان يتوصل الفرقاء اليمنيون لتوافق او حل خلال يوم او يومين او ثلاثة”.
وشدد على ان “الكويت ترحب وتتشرف باستضافة المشاورات للمساهمة في انقاذ الشعب اليمني من المأساة التي يعيشها واستمرار نزيف الدم ودمار اليمن”، مشيرا في الوقت ذاته الى ان “الكويت دولة مستضيفة وحاضنة لهذه المشاورات… ولم ولن نتدخل في تفاصيل الاجتماع وجدول اعماله”. وعن المدة التي قد تستغرقها المشاورات اليمنية في الكويت، ذكر الجارالله انه “ليس لدي جدول زمني لها ولكن اتمنى لهم النجاح والتوفيق، ومرة اخرى نشعر بتفاؤل تام بأجواء الاجتماعات”. ( حسب الصحيفة) .
إلا أن نائب رئيس الوفد الحكومي عبد العزيز جباري تحدث عن مراوحة المحادثات لمكانها دون إحراز أي تقدم يذكر حسب قوله .
وقال جباري في منشوراً له اليوم على صفحته بالفيس بوك ، وكما تابعه " اليوم برس " قال :
على الرغم من مرور أسبوع كامل منذ بدء مشاورات الكويت دون حدوث أي تقدم في مناقشة القضايا الأساسية كالإنسحاب وتسليم الأسلحة وإستعادة مؤسسات الدولة ، إلا أن الفرصة لا تزال سانحة لتحقيق تقدم وإختراقات حقيقية في جدار العملية التشاورية ، وهناك بوادر مشجعة ورغبة مشتركة نتمنى أن تثمر وتترجم إلى إتفاق سلام شامل وعادل يضمن عودة الدولة ومؤسساتها المختلفة للعمل بشكل طبيعي وقانوني باعتبارها الضامن الحقيقي والوحيد لكافة شرائح ومكونات المجتمع ..
علينا جميعاً أن نعمل بكل جهد على عدم تفويت الفرصة المتاحة والتي قد تكون - لا سمح الله - الأخيرة ، علينا أن نستفيد من جهود الأشقاء والمجتمع الدولي اللذان يقفان الى جانب اليمنيين جميعاً في تحقيق السلام وإعادة الإعمار والتنمية .
إن التحديات التي تواجه عملية تحقيق السلام في اليمن تفرض على الجميع مسئوليات كبيرة ، لا شك أن الإعلام يتحمل جزءاً مهماً منها ، فالمرحلة بحاجة إلى إعلام مسئول يعمل على تقريب وجهات النظر وتشجيع الجوانب الإيجابية التي تجمع أكثر مما تفرق والإبتعاد عن إثارة الجوانب السلبية التي لا يستفيد منها أحد وتطال أضرارها الجميع دون إستثناء.
وقال جباري : فما يحدث داخل الإجتماعات ليس كما ينشر في وسائل الإعلام المختلفة من حكايات وروايات مبالغ في نقل أغلبها ، بل على العكس من ذلك فالجلسات يسودها الإحترام المتبادل وهذا ليس بمستغرب عن اليمنيين الذين يتسامون دوماً فوق الجراح ويتعاملون عند الإلتقاء بمسئولية عالية ويتصرفون دوماً ككبار ..
نحن اليوم نتشاور حول مصير وشعب فإما أن نحافظ على ما تبقى منه أو نكون سبباً في دمار البقية الباقية منه . يكفى هذا الوطن ما أرتكبه البعض منا من خطايا لن يغفرها التاريخ وستحاسبنا عليها الأجيال القادمة ..
واختتم جباري منشوره بقوله : ويظل السؤال الأبرز ؛ هل سنكون بقدر المسئولية وفي مستوى التحديات القائمة ، وسنتصرف كيمنيين تهمنا مصلحة الوطن قبل مصالحنا الخاصة ؟ وهل لا زلنا نستحق أن نوصف بأهل الإيمان والحكمة !!؟ هذا ما ستخبره عنا الأيام القادمة ..
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك