في حادثة غريبة وفي اقليم عدن الجديد وتحديدا الولاية العدنية الاعتداء الهمجي والمنظم بحق الجنوبية انسام عبدالصمد والضرب المبرح من قبل عسكر العسكر لقت الكثير من الاستهجان والادانات الواسعة من قبل الناشطين في ربوع اليمن ..
بعد مرور اكثر من شهر على انتهاء مؤتمر الحوار الوطني لا يزال هناك من يعكر صفو الجو لمن يحلمون في بناء اليمن الجديد والذين لا يقبلون بالغير ولم يتعظوا ويتعلموا من دروس اعطيت لهم مجانا في المدرسة الحوارية التي تعلم فيها صاحب القرية والمدينة والقبيلي والشيخ ... كلهم تعلموا دروس بالقبول بالأخر حتى وان كان من الطبقة المهمشة والتي اصبحت رقما صعبا في الواقع وخلال المرحلة الانتقالية القادمة .. ومن هنا بدأت النهاية نهاية فرصة حوار المدن مع المجتمع ...
في الصرح الشامخ الذي اسس منذ سبعينيات القرن الماضي " جامعة عدن " كان المكان الشاهد الوحيد على الواقعة التي تتنافي مع كل القيم والاعراف الانسانية والعادات والتقاليد العدنية خصوصا بالاعتداء على قارورة من قوارير عدن الحرة .. والمؤسف انها وقعت في اطار مشروع تدشين فعاليات المشاركة المجتمعية لدعم تنفيد مخرجات الحوار بإقليم عدن لتصل للجميع رسائل عدة وتضع استفهامات كثيرة حول كيفية دعم مخرجات الحوار ... من هنا كانت ايضا البداية لترسم النهاية التي خرج بها مؤتمر الحوار ....ويا لها من نهاية ؟
الاعتداء على انسام هو المشهد الوحيد الذي خطف انظار الفعالية التي كانت برعاية رسمية وبحضور القيادات السياسية في اقليم عدن , حتى كلمة محافظة عدن التقليدية لم تضيف شيء للمشهد غير الاستياء الكبير لأعضاء الحوار المحسوبين على هذا الاقليم ..
فالخيبة التي جرفت كل الآمال لدى الحاضرين ومنهم اعضاء الحوار بهذه التصرفات التي شوهت الصورة الحقيقة للحوار والذي تغنا بها اليمنيون وعلى راسهم الرئيس هادي وشهد على ذلك القريب والغريب بهذه التجربة الفريدة التي جسدت روح الحكمة اليمنية بالوثيقة الضامنة لمخرجات الحوار وبناء اليمن .
الواقع وأبنائه من شباب اليمن قادرون على صناعة رأي عام يؤمن بإمكانية صناعة المستقبل في ظل التحدي الحقيقي لمواجهة الواقع ودفع المعضلة الصغيرة بالجهاد اكبر .
المرحلة القادمة يتطلب منا كيمنيين ان نتحلى بالكثير من الحكمة بدلا من الشجاعة ،المرونة اكثر من الشدة ،والمحبة اكثر من الحقد ؛ فالفئات الصامتة التي سئمت المماحكات والمزايدات والمساومات بأروح وعقول العامة من الشعب الذين يبحثون عن الامان مقابل السلاح وعن الحرية مقايل العبودية وعن المدنية بدلا من الديكتاتورية المقيتة ولكنها الرياح التي دائما ما نحملها مسؤولية انحراف السفن .
القبعة التي هزت عرش بن حبتور واغاضت عسكر المحافظ رشيد كانت ملونه بالوان طالما رفعنها عاليا وقدسنا مدلوليها في الماضي ليس الان .. فالمدرسة الحوارية كان الاكثر احتراما من أي صرح اخر فاكثر من خمسة امتار وبالجلسة النصفية للحوار الوطني الثانية ارتفع علم الجنوب رافقة الكثير من الاناشيد والشعارات التي توحي بان ابناء الجنوب هم اساس الوحدة , لم تهز مقصورة المنصة الخاصة برئاسة الحوار او حتى اربكت اصطفاف مقاعد الحاضرين .. بل كلهم وقفوا احتراما وتحية لقبول الراي الاخر .
اصرار العسكر ومن يقف خلفهم بإخراج القبعة التي لونت بالوان علم اليمن الديمقراطي الشعبي بعد الاعتداء بالضرب على انسام وكشف وجهها الذي يعد عار وعيب بحق من قام بهذا الجريمة والتصرف الهمجي والقديم والعسكري لم تكن هناك حاجة لسحب القبعة السحرية ولم نكن بحاجة لعمل كل ذلك لسلب حرية لسان فتاة جنوبية لمجرد تعارضها معنا .
في الاخير ... المسئولية تقع كاملة على محافظ عدن والقائمين على الفعالية والتي اعطت غطاء لكثير ممن يقتنصون من اخطاء وغباء البعض حتى يصل بهم استدعاء المعتصم لإنقاذ قارورة من قوارير عدن من دنس العسكر ...
*عضو مؤتمر الحوار الوطني – مكون الشباب
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك