كيف إنقلب الحوثيون على المجلس السياسي والرئيس السابق " صالح " ؟

 

إنقلب الحوثيون على المجلس السياسي المشكل منهم ومن حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح ، بل ووضعوا الرئيس السابق صالح في حرج شديد حين تحدث ويتحدث في كل لقاء وخطاباً له بأن المجلس السياسي هو الممثل الوحيد لليمنيين ، وتلميحاته المستمرة أنه هو صاحب القرار ، وأن المبادرة الخليجية قد دفنت !

 

ولكن ورغم كل ما يتحدث به صالح إلا أن للحوثيين رأيهم وكلمتهم الخاصة بهم ومشروعهم الذين جاءوا من أجله ، وهو ما أكده ناطق الحوثيين محمد عبد السلام  في آخر تصريحاً له في معرض رده على وزير الخارجية الأمريكي ومبادرته التي أطلقها لحل الأزمة في اليمن ، حسب ما نشر المحامي المقرب من الرئيس السابق صالح " محمد المسوري "، في منشوراً له على صفحته في " الفيس بوك " ، إتهم من خلاله محمد عبد السلام بإحياء ما دفنه صالح ( المرجعيات الثلاث)  وكما تابعه " اليوم برس " .

 

حيث أكد ناطق الحوثيين أنهم ملتزمون في حل الأزمة اليمنية على أساس المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية ، وقرار مجلس الأمن 2216 ، ومخرجات الحوار الوطني ، ولكن بشكل متفق عليه ، ليس كما هو مطروح بصيغته الحالية   ! بالرغم من أن الرئيس السابق صالح قد دفن المبادرة الخليجية والحوار الوطني ( حسب قوله ) .

 

ليس تصريح ناطق الحوثيين محمد عبد السلام وحده ما يمثل إنقلاب على المجلس السياسي والرئيس السابق صالح ، بل أن وكالة سبأ التي يسيطر عليها الحوثيون مستمرة ، وكما هو حال وسائل الإعلام الرسمي الأخرى  في نشر أخبار عبد الملك الحوثي كقائداً للثورة ، كما تم نشر خبر يفيد بأن ما تسمى بالقوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية تجدد ولائها لما أسمته بقائد الثورة" السيد " عبد الملك الحوثي ، وتناست  وكالة سبأ وتلك القوة الصاروخية أن هنالك مجلس سياسي أعلى مزعوم ، وأن هنالك لجنة عسكرية وأمنيه تم تشكيلها من الحوثيين وأنصار صالح ، وأنه لم يعد هنالك ثورة ولا قائد ثورة ، كون المجلس السياسي الأعلى مجلس شرعي تم تزكيته من البرلمان .!

 

حتى أن ما ذكره القيادي المؤتمري وعضو المجلس السياسي الأعلى صادق أمين أبو راس من مغادرة اللجان الثورية الوزارات والمؤسسات والمعسكرات ، لم يلقى أي تجاوب حتى اللحظة ، سوى ما قامت به بعض تلك اللجان الثورية الحوثية في بعض المؤسسات الأمنية والعسكرية من إصدار قرارات بتعيينات أصبح بموجبها يمارس الحوثيون مهامهم بطريقة قانونيه مزعومة !

 

وبهذا وانطلاقاً من كل مما سبق ، فإن ما يسمى بالمجلس السياسي المشكل من الحوثيين وصالح ، والذي روج له صالح كثيراً ، ليس أكثر من مجرد ديكور ومطيه تابعة للمرشد الأعلى في اليمن عبد الملك الحوثي ! وهو ما ألمح إليه صالح عقب الإعلان عن تشكيل المجلس السياسي ، والذي حذر بأن يدار ذلك المجلس من الخلف بالريموت كنترول – حسب قوله .