لا تزال أصداء دعم "الدعوة السلفية بالإسكندرية" وحزب النور الممثل السياسي لها للمرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي والترويج له تثير حالة من الغضب والاستياء داخل هذا التيار.
وكان حزب النور قرر دعم الانقلاب الذي قاده السيسي في الثالث من يوليو/تموز الماضي ضد الرئيس المنتخب محمد مرسي، مما أثار جدلا كبيرا داخل القواعد السلفية والتيار الإسلامي بشكل عام.
وتسببت مشاهد محاولة سلفيين حشد الناخبين أمام لجان الاقتراع للتغلب على ضعف الإقبال انقساما عميقا في صفوف التيار, وأدى هذا لاتهامهم من قبل البعض بالتلّون السياسي والانتهازية.
وقال عاطف علي -وهو أحد قيادات حزب النور بشرق الإسكندرية- إن قياديي "الدعوة" ضحوا بالجميع وبكل المبادئ من أجل مكاسب قد لا تتحقق، وهي الاقتراب من السلطة، حسب تعبيره.
انقسام واستياء
وأشار إلى وجود حالة من الانقسام والاستياء بين كوادر الحزب والدعوة. وأوضح أن التيار السلفي يتجه إلى واحد من مسارين لا ثالث لهما: السير في ركب مناهضي الانقلاب، أو الانضواء تحت لواء ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة منعا لمزيد من الانقسام.
ويقول محمد إدريس -وهو أحد شباب "الدعوة" بمنطقة العامرية غرب الإسكندرية- إن أبناء التيار السلفي يقدرون مشايخهم ورموزهم، إلا أن الأمور السياسية لا تدخل ضمن المسائل الواجب اتباعهم فيها.
وأشار إلى أن عملية التصويت فى الانتخابات الرئاسية كشفت غيابا شبه تام لقواعد السلفيين، بعد أن فقدت القيادات التأثير على التيار الذي يضم أطيافا وشرائح مختلفة على مستوى مصر، على حد قوله.
ورأى أن القيادات بدت غير قادرة على المحافظة على القواعد الشعبية "التي رحلت عن التيار منذ الإطاحة بالرئيس محمد مرسي".
من جهته، قال منسق حملة دعم السيسي بالإسكندرية أيمن خالد إنهم رصدوا عدم قدرة قادة التيار السلفي على الحشد منذ 30 يونيو/حزيران الماضي بعد أن اقتصر أداؤهم على الظهور الإعلامي.
وقال إن القيادات السلفية تظهر أمام كاميرات وسائل الإعلام داخل اللجان الانتخابية، لكن قواعدها خالفت قراراتها وقاطعت الانتخابات.
واعتبرت مي سليم -وهي ناشطة بحملة "نسور صباحي"- أن موقف السلفيين في الانتخابات الرئاسية لا يختلف عن مواقفهم من أمور كثيرة أخرى، حيث تتبنى قياداتهم نهجا معينا وتسير قواعدهم على نحو مغاير، على حد قولها.
تلون وانتهازية
وقالت إن التيار السلفي في مصر بات يمارس الانتهازية والتلون السياسي من أجل الاستفادة من كافة الأطراف دون النظر للمصلحة العليا للبلاد.
ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإسكندرية الدكتور عبد الفتاح ماضي أن دعم قيادات الدعوة السلفية للانقلاب أفقدها قدرة التأثير على القواعد الشعبية للتيار.
ولفت ماضي -في حديث للجزيرة نت- إلى أن حزب النور ليس الممثل الوحيد للسلفيين إنما هناك كيانات أخرى أبرزها الجبهة السلفية المنضوية تحت لواء تحالف دعم الشرعية.
وأضاف ماضي أن طبيعة الأمور داخل الدعوة السلفية في هذه المرحلة تتجه إلى مزيد من الانقسام بسبب إصرار القيادات على مواصلة دعم الانقلاب، في الوقت الذي يمتنع فيه الشباب والقواعد عن الاستجابة لهم.
لكن ياسر برهامي نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية دافع عن قرار تأييدهم قائد الانقلاب العسكري في انتخابات الرئاسة، قائلا" لم يكن لدينا بديل عنه حتى لو دفعنا بعضا من حقوقنا مقابل ذلك".
وعن مدى استجابة القواعد لتوجيه قيادات التيار، قال برهامي إن العمل التطوعي لا يوجد فيه إلزام للتابعين بالمعنى الصارم الموجود عند جماعة الإخوان المسلمين، إلا أن الدعوة السلفية تشهد أعلى درجات الإلزام والالتزام، حسب تعبيره.
يشار إلى أن حزب النور المنبثق عن الدعوة السلفية تأسس بعد شهور من ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011 التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك، وحل ثانيا في الانتخابات البرلمانية التي جرت أواخر العام نفسه، بعد حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين.
الجزيرة نت
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك