صدر اليوم عدد جديد من مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية يتضمن رسما كاريكاتيريا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وطبعت منه ثلاثة ملايين نسخة لتوزيعها في أكثر من عشرين دولة. واعتبرت واشنطن أن الصحيفة لها الحق في ذلك.
وقال مدير مكتب الجزيرة في باريس إن الصحيفة نشرت على الصفحة الأولى للعدد الذي أعده "الناجون" من فريق تحريرها رسما يرمز للرسول محمد صلى الله عليه وسلم بلباس أبيض يذرف دمعة حاملا لافتة كتب عليها "أنا شارلي" تحت عنوان "كل شيء مغفور".
وقال رينال لوزييه الذي رسم الصورة للصحفيين في مكتب الصحيفة المؤقت بمقر صحيفة ليبراسيون اليسارية "كتبت كل شيء مغفور وبكيت". وأضاف "هذه صفحتنا الأولى، ليس هذا ما كان الإرهابيون يريدوننا أن نرسمه". ومضى يقول "لست قلقا على الإطلاق، أثق في ذكاء الناس وذكاء الدعابة".
والعدد الذي صدر اليوم هو الأول للصحيفة منذ تعرض مقرها في باريس لهجوم الأسبوع الماضي، أودى بحياة 12 شخصا، وتمت ترجمة العدد إلى عدة لغات منها العربية والتركية، يشار إلى أن الصحيفة لم تطبع في تاريخها أكثر من ستين ألف نسخة.
دفاع ودعم
وكانت الولايات المتحدة قالت مساء الثلاثاء إن صحيفة شارلي إيبدو الساخرة لها الحق "تماما" في نشر صور للنبي محمد في عددها الجديد رغم احتجاج المسلمين.
وقالت ماري هارف نائبة المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن واشنطن تدعم حق شارلي إيبدو في نشر الرسم.
وأضافت "بغض النظر عن الرأي الشخصي لأي كان، وأنا أعترف أن هناك آراء شخصية محتدمة جدا حول ذلك، فإننا ندعم تماما حق شارلي إيبدو في نشر أشياء مثل هذه".
وأضافت "ومرة أخرى نقول إن هذا هو ما يحدث في أي ديمقراطية". وتابعت "نحن ندعم بشكل مطلق حق هذه المنظمات في النشر بحرية".
احتجاجات
وكان مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر قد اعتبر في بيان من مقره في القاهرة أن نشر تلك الرسوم سيؤجج مشاعر الكراهية ويرسخ ثقافة الكراهية، ولا يخدم التعايش السلمي بين الشعوب، ويحول دون اندماج المسلمين في المجتمعات الغربية.
كما اعتبر مفتي مصر شوقي علام أن نشر رسوم مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم فعل عنصري يؤجج الصراع بين الشعوب.
وقالت دار الإفتاء المصرية في بيان لها إن هذا العدد سيتسبب في موجة جديدة من الكراهية في المجتمع الفرنسي والغربي بشكل عام، وأن ما تقوم به المجلة لا يخدم التعايش وحوار الحضارات، كما أنه يعمق مشاعر الكراهية والتمييز بين المسلمين وغيرهم. وأضافت أن إقدام المجلة على هذا الفعل هو استفزاز غير مبرر لمشاعر مليار ونصف المليار مسلم عبر العالم.
بدوره، دعا وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني يوسف إدعيس فرنسا للضغط على المجلة ومنع إعادة نشر رسوم متخيلة مسيئة للرسول الكريم، لافتا إلى أن المسلمين أدانوا الهجوم الذي تعرضت له شارلي إيبدو ولم يقبلوا به.
أما تهامي بريز مستشار رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا فانتقد شارلي إيبدو، وقال إنها تستفز المسلمين بإعادة رسم كاريكاتير متخيل للرسول الكريم، وحذر مسلمي العالم مما وصفه بهذا الفخ، والاكتفاء بالإدانة من خلال الطرق الحضارية.
كما أعرب عميد مسجد باريس دليل بوبكر و"تجمع مسلمي فرنسا" عن قلقهما إزاء تزايد الهجمات ضد المسلمين، ودعوا السلطات الفرنسية إلى "السهر على أمن المساجد"، وفق بيان مشترك.
من جهته، قال رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية بأوروبا عبد الله بن منصور إن المسلمين سيتألمون من إعادة رسم كاريكاتيري متخيل للرسول عليه الصلاة والسلام، متوقعاً عدم وقوع ردود فعل حمقاء.
وقُتل 17 شخصا -بينهم صحفيون ورجال شرطة- خلال ثلاثة أيام منذ السابع من يناير/كانون الثاني الجاري عندما اقتحم مسلحان مقر المجلة في باريس خلال اجتماع اعتيادي لمجلس التحرير، وقتلا 12 شخصا، بينهم خمسة من رسامي الكاريكاتير في المجلة.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك