على مدى نحو شهرين تقريباً ومحافظة الضالع تشهد حالة من التوتر وتصعيد العنف والمواجهات المسلحة وعمليات القتل والاختطاف المتبادل بين قوات الجيش التابعة للواء 33 مدرع المرابط في محافظة الضالع ومسلحي الحراك، وقد تسبب هذا العنف في سقوط عدد من الضحايا المدنيين، وآخرين في صفوف الجيش والأمن ومسلحي الحراك.
وأمام هذا التصعيد في العنف واستخدام القوة المفرطة يقول العميد ركن/ عبد الله حزام ضبعان، قائد اللواء "33" مدرع واصفاً ما يجري في المحافظة:" نحن على مدى سنة ونصف ونحن نتحمل عمليات القتل والاختطاف والتقطع التي تطال منتسبي اللواء ونهب ممتلكات اللواء وحوادث كبيرة جداً تطال الجنود لا يتسع المجال لذكرها، أضف إلى ذلك وما زاد الأمور تعقيداً وزاد من حدة التوتر قيام مسلحي الحراك باختطاف مجموعة من جنود اللواء يوم الثلاثاء المنصرم أثناء عودتهم من إجازاتهم، وهم عزل حتى من السلاح وتم اقتيادهم إلى منطقة مجهولة".
ويتساءل العميد ضبعان في تصريح خاص لـ"أخبار اليوم" أمام هذا الوضع وهذه الجرائم التي تستهدف الجنود، ماذا تريدون أن يفعل منتسبو اللواء وقيادته..
وحول سقوط ضحايا مدنين من النساء والأطفال وقصف المنازل مواطنين أبرياء دون استهداف المسلحين الذين يستهدفون أفراد اللواء ومواقعه؛ يبرر ذلك العميد ضبعان بالتأكيد أنهم لا يعرفون أين تُحط الدانة والقذيفة التي يتم إطلاقها لأنه يتم الرد على مصادر الضرب والقذائف التي تستهدف اللواء ومواقعه، دون أن يكون هناك علم لدى الجنود بأن ذلك الموقع منزل مواطن أو فيه مدنيون، حيث يتم الرد على مصادر النيران والقصف التي تستهدف أفراد اللواء.
وعن إفراط قيادة اللواء ومنتسبيه في استخدام السلاح الثقيل، حيث يطرح عدد من المراقبين تساؤلاً كيف يتم قصف قرى ومنازل المواطنين من قبل اللواء "33" رداً على طلقات سلاح خفيف أو حتى متوسط من مكان مجهول، يقول قائد اللواء للصحيفة: من قال إنهم يستهدفون اللواء ومنتسبيه بالرشاش فقط، بل يُقصف اللواء ومواقعه بالمدفعية "بي10" ومدفع هاون "85" ومدفع "75" ومدفع "2" و"12/7" وبوازيك، ومختلف أنواع الأسلحة، مؤكداً أن جزءاً من هذه الأسلحة تم ضبطها أمس الأول مع مجموعة من مسلحي الحراك الذين يقاتلون جنود اللواء "33" مدرع.
وحول ما إذا كان هناك توجه في ظل استمرار موجة العنف بالضالع لإخلاء المحافظ من قوات الأمن والجيش خاصة مع غياب أي دور للعقلاء أو أي وساطات؛ يرى ضبعان هذا توجه لدى مسلحي الحراك, مؤكداً أنه يتلقى التوجيهات من قيادته المباشرة في المنطقة العسكرية ووزارة الدفاع ورئيس الجمهورية، ورد ضبعان على من يقول إنه يتلقى التوجيهات من قيادات عسكرية في النظام السابق بالقول:" النظام السابق المفروض أنه ملف أقفل بكل سلبياته وإيجابياته، ويجب ألا يتم ذكره، وليس لدينا دخل بهذا الكلام".
وعن المعلومات التي تتحدث عن انتظار مسلحي الحراك لشحنة من الأسلحة ستدخل لمحافظة الضالع.. قال قائد اللواء "33" مدرع للصحيفة: نحن نتابع هذه المعلومات وإن شاء الله أننا سنضبطها، منوهاً إلى أن الإجراءات التي قد تؤدي إلى تهدئة الوضع في المحافظة يجب أن تتخذ من قبل العقلاء في الضالع، والحراك، حيث أن مسلحي الحراك هم من بيدهم التهدئة من خلال عدم استهداف الجنود والمواقع العسكرية، ويتركوا فرصة للتعايش بإخاء مع الجنود الذين يؤدون مهامهم.
وأضاف:" وإن أرادوا الانفصال فأقول لهم أهلاً وسهلاً، إذا قد أُقر الانفصال كما يقولون، وسأقول لهم حين يُقر الانفصال أهلاً وتفضلوا المعسكر لكم ونحن سنعود إلى بيوتنا هذا سيحدث متى ما أقرت القيادة الانفصال، سنسلم المعسكر بكل حب".
من جانبه طالب القيادي الحراكي شلال علي شايع هادي ـ رئيس ما يسمى مجلس الثورة في محافظة الضالع " فصيل الحراك المسلح الذي يموله النائب الأسبق للرئيس السابق/ علي سالم البيض" ـ طالب المنظمات الحقوقية والإنسانية بسرعة التدخل وكشف الحقيقة حول ممارسات اللواء "33" مدرع الذي يقوده العميد الركن/ عبد الله ضبعان.
واتهم شلال قيادة اللواء بما وصفها تصفية بعض أبناء الضالع تحت مبرر انتمائهم للمقاومة ـ حد وصفه ـ "الحراك المسلح"..
وأكد شلال- مهدداً- أن أعمال كهذه لن تمر دون ردة فعل وأن أبناء الضالع لن يتركوا دماء أبنائهم..
وفي تصريح نقلته صفحة الحراك الجنوبي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" حذر شلال من سمَّاهم جميع الأطراف التي تحاول التدخل جاهدةً من أجل وقف ما وصفها بالمجازر أن عليها أن توضح ما حدث مما وصفها عمليات التصفية والقتل التي تمت داخل أسوار اللواء- حد زعمه.. وأتهم شلال- أيضاً- الجيش باحتجاز من وصفهم أبرياء من أبناء الضالع وهدد "إن أي مساس بهم فسيكون الرد مماثلاً"..
ودعا شلال كل أبناء الجنوب عامة والضالع خاصة للمشاركة في مليونية الحسم في عدن يومي 20/21 فبراير.. إلى ذلك تجددت الاشتباكات المسلحة، مساء أمس الأربعاء، بين مسلحي الحراك وأفراد اللواء 33مدرع في محافظة الضالع جنوب اليمن.
وذكرت وكالة خبر للأنباء التابعة لرئيس المؤتمر الشعبي علي عبدالله صالح: إن قذائف وصلت إلى قرى "غول سبولة" والجليلة المجاورة لمدينة الضالع، ما تسبب باشتعال النيران في بعض الأماكن، مضيفة أنه شوهد ألسنة اللهب وهى تتصاعد من أحد المنازل بقرية "الجليلة".
وأشارت إلى أنه سُمع دوي انفجارات قوية بمدينة الضالع وما جاورها، وتحديداً في منطقة سناح.
و صباح أمس الأربعاء عثر المواطنون على جثث لثلاثة مواطنين بمنطقة "مفرق الشعيب"، والذين لقوا حتفهم في الاشتباكات التي وقعت الثلاثاء.
وأوضحت الوكالة أن الاشتباكات تسببت بانقطاع التيار الكهربائي عن معظم مديريات محافظة الضالع منذ الثلاثاء، منوّهة إلى أنها أسفرت عن احتراق العديد من المحال التجارية.
ولفتت إلى أن تعزيزات عسكرية من أحد الألوية بمحافظة إب وصلت الضالع تحسباً لردود الأفعال المتوقعة من قبل مسلحي الحراك.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك