لا يمكن مقارنة قدم إنسان مكسورة مع قدم مكسورة لحصان، لأن العظام لدى الطرفين مختلفة للغاية.
تنتقى أحصنة السباق وتُربى بعناية فائقة لكي تكون مصممة من أجل السرعة. وتوضح الطبيبة البيطرية "جيني هال" لصحيفة الغارديان: "عظامهم أصبحت أخف، إنها قوية للغاية لتحمل أوزانها، وخفيفة لتستطيع أن تعدو بسرعة. لذا، ولسوء الحظ، قد تتحطم العظام عند تعرضها للكسر في بعض الحالات. وما يزيد الطين بلة، أن العظام تلتوي قبل أن تنكسر، مما يسبب تشوه دائم، و تقول الغارديان: "حتى لو أمكن جمع العظام المكسورة من جديد، سينتهي الأمر بعظمة شديدة الالتواء بعد الشفاء".
تحوي الأجزاء السفلية لأطراف الحصان أنسجة صغرية ورقيقة، ما يعني أن العظام تتسبب بتمزق الجلد عند انكسارها، و هذا ليس السبب الوحيد الذي يزيد من صعوبة العلاج بل إنه يؤثر على تدفق الدم المحدود الواصل إلى الجزء السفلي من القدم، مما يضعف إمكانية العلاج و فرص نجاحه.
تعتبر بنية عظمة قدم الحصان المعقدة مشكلة إضافية، فكما يشرح موقع "هاو ستاف ووركس": "من بين 205 عظمة من العظام التي تُشكل جسد الحصان كاملا، 80 منها تتواجد في الأطراف. والنظام المعقد المكون من المفاصل، الأربطة، الأوتار، الغضروف، السائل المزلّق، الصفائح والحوافر التي تساهم في فعالية سرعة الحصان المذهلة، تكون هي السبب في انهيارها"ولهذا إن ترميم القدم المصابة مهمة مستحيلة.
إن الحصان ضحية بشكلٍ ما، فعلاج ساق مكسورة يتطلب إزاحة الوزن عن المنطقة المتضررة، وهذا الأمر خارج عن سيطرتها كونها تطورت لتبقى واقفة على أقدامها
ويضيف موقع "ألتيمايت هورس": محاولة منع الحصان من التعرض لإصابة جديدة أمر صعب في مرحلة التعافي و العلاج، فقد تدهس بعضها، أو تتحمس قليلاً وترغب بالقيام بجولة في الجوار. وببساطة شديدة، قد تشعر بالملل كونها مربوطة وتنتابها رغبة بالخروج.
على الرغم من أنها قد تزيل الضغط عن الساق المصابة، تسبب الرافعات القرحة المعدية، وتضغط على الأعضاء الداخلية بقوة، والتأثيرات ذاتها قد تحصل عند طرحه أرضاً، حيث تتراكم السوائل مسببةً التهابات رئوية.
إن كسر كلب، على سبيل المثال، ساقه، يستطيع أن يستعين بالثلاثة المتبقية على عكس الحصان، حيث تكمن المشكلة في الحوافر كما توضح صحيفة الغارديان: "هي قوية كفاية لتحمل وزنه عندما تتوزع 500كغ من الثقل على أربعة أطراف، أما في حال كسره لإحدى سيقانه فإنه يحاول الاستعانة بالثلاثة الأخرى باستمرار، و الوزن الزائد يسبب مشاكل خطيرة على صفائح وطبقات قواعد القدم".
ما يصيب المتسابقين والعامة غالباً هو سرعة اتخاذ القرار بالقتل الرحيم للحصان، لكن الطبيبة "هال" تنبأ صحيفة الغارديان بأن هناك مسعفين مدربين متواجدين ضمن المضمار للوصول بسرعة و عادةً ما يتخذون القرار الأسهل.
وبالنسبة لموضوع إجراء تقييم سريري شامل، و البحث عن أي حل بديل بسرعة، تقول هال: "إن الخيول التي تتعرض لإصابات بليغة وخطيرة للغاية لا يمكن أن نكون قد تسرعنا في إنهاء حياتها، فهي لن تحصل على أي فرصة جديدة، فذاك الساق الذي أصيب لن يتحمل عبء أي وزن بعد الآن".
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك