منذ الوهلة الأولي والزائر لمحافظة الجوف يتخيل كيف ستكون عليه تلك المحافظة المتاخمة للحدود السعودية ، محافظة تمتلك ميزة التربة الخصبة ولأراضي الشاسعة ، والمخزون النفطي الكبير الذي جعلها محط أنظار اليمنيين واشتداد المنافسة للسيطرة ، والتي تغلب عليها المشاكل المفتعلة في نفس الوقت ، وبث الفرقة بين أبنائها ومن ورائهم المملكة السعودية التي ظهرت نوايها وأفعالها جليا في إثارة ودعم الحروب الدائرة في صعدة والجوف .
لسنا هنا في صدد التحليل والتنظير وإنما أمام معاناة حقيقية يواجهها المواطن اليمني في الجوف, فا بالرغم من أنها ارض زراعية إلا أن مشكلتها الحقيقية في شحه المياه العذبة الصالحة للشرب والصالحة للزراعة .
ففي مديرية مجزر وهي تابعة إداريا لمحافظة مأرب لكنها لا تبعد عن الحزم عاصمة الجوف سواء 15 كيلو متر.
يندهش المرء كثيراً حينما يعلم أنه لا يوجد بئر واحدة صالحة للشرب أو الزراعة فالآبار الموجودة التي تم حفرها تأتي بماء كبريتي غير صالح للشرب والزراعة وتزيد الدهشة عندما يتم حفر بئر ماء وتكون المفاجئة عند الوصول بالحفر إلي ما يقارب 200 متر تظهر مادة نفطية لم يستطيعوا في حينها تحديد نوع الخام الذي ظهر من باطن الأرض الآمر الذي أدي إلى حريق الحفار وفرار من حوله في القرية المجاورة لـ(درب الأشراف) قد حرق جزء منه.
إلى أن جاءت الجهات المختصة وقامت بإخماد الحريق وإغلاق البئر الواعدة بالخير للمنطقة.
من يذهب الى الجوف يستبشر خيراً ويقول الدنيا بخير وهنالك نفط ، ولكن سرعان ما يرد أبناء المنطقة بقولهم ما ذا نفعل بالنفط ولا توجد لدينا ماء .
حيث يتم شراء الماء من الحزم بما يقارب 15000 ألف ريال "للوايت" سعة 15 برميل أي البرميل ب 1000 ريال وهذا السعر للماء المالح غير الصالح للشرب يستخدم للتنظيف ,أما الماء الصالح للشرب فيفوق في سعره إلي الضعف"
هذه المنطقة عاصرت الدولة المعينية وما زالت الاثار القديمة شاهدة على ذلك براقش ما زالت ابراجها شاخصة وتروي لنا عصر الدولة المعينية التي حكمت تلك المناطق .
فغياب الأمن هو المشكلة الكبرى ، عندما تزور محافظة الجوف من مفرق مأرب تري جليا غياب الدولة تماماً ومن أي جندي متواجد فيها، وستري الجماعات المسلحة مترامية في الطريق إلي الحزم من نقاط تفتيش وتقطعات .
لا زال المواطن في الجوف يبحث عن الدولة كما هو حال أي مواطن يمني دولة توفر التنمية الشاملة دولة توفر الأمن والأمان كي ينعم المواطن اليمني بخيرات بلادة .
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك