لم تحتل صور الأطفال كما احتلت صور أطفال سوريا المرتجفين من البرد وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وربما لم تتجمد عظام أطفال كما تجمدت أطراف أطفال سوريا.
ما بين اللجوء وخيامه خارج بلدهم، وغياب التدفئة والكهرباء داخل بلادهم، بدأت نظرة الموت التي تبدو في ملامحهم تحرك أطفال العالم وضميره.
حملات داخل سوريا وخارج سوريا لإيصال بعض المساعدات لتدفئة قلوب أولئك الأطفال، دون أن تترك تلك الحملات أثراً واضحاً.
طفل ينام على أحد الأرصفة، يضع أي شيء يصادفه على جسده المتهاوي على أمل أن يعطيه بعض الدفء، وآخر يقف وسط الأمطار محاولاً ادعاء الصلابة والقوة.
اعتادت سوريا على أخبار المجازر التي تذبح الأطفال أو تقصفهم، وكانت صورهم تتداول في الإعلام في الحدود الدنيا لبشاعة تلك الصورة وصعوبة نشرها لما يمكن أن تسببه من ألم نفسي.
ولكن المجزرة التي يتحمل مسؤوليتها البرد نظرياً قتلت إلى الآن 10 أطفال، وإن كان العالم يلقي باللوم على البرد والصقيع و"ألكسا"، فإنه من الواجب الالتفات إلى أن نظام الأسد لا يزال يتحمل ما يحدث لأولئك الأطفال، فالنظام دفعهم للهرب مع عائلاتهم وحرمانهم من الكهرباء والوقود، حيث وصل عدد الأطفال الذين قضوا حتى الآن 12729.
وتتنادى المنظمات العالمية الإنسانية للحد من معاناة الأطفال السوريين، فأعلن برنامج الغذاء العالمي أمس أن 240 ألف طفل سوري يحتاجون إلى مساعدات غذائية، تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر و23 شهراً.
ووجه الائتلاف السوري المعارض نداء إلى العالم "لرفع مستوى المساعدات العاجلة والسريعة والأساسية" للسوريين المحتاجين، سواء داخل أو خارج البلاد، لتجنيب الأطفال والنساء والشيوخ الموت.
ويخيم شبح الموت برداً وجوعاً على نحو 4800 عائلة تعيش أقسى ظروف إنسانية في الحجر الأسود بدمشق، حيث انقطاع تام للكهرباء وانعدام لوقود التدفئة ونفاد جميع المواد الغذائية، فيما تمنع قوات النظام الدخول والخروج إلى الحي منذ أكثر من عام.
يعتبر البعض أن صور أطفال سوريا أوصلت قضيتهم للعالمية أكثر من كل ما تم نشره من مظاهرات سلمية أو آراء سياسية، ويقول البعض الآخر إن وقود الثورة السورية لا تزال تستهلك أطفالها، وكأن القدر يحكم على السوريين أن يقدموا أبناءهم للموت وللمعاناة دون أن يكون لأي طفل منهم ذنب سوى أنه سوري في زمن الثورة.
للإشتراك في قناة ( اليوم برس ) على التلغرام على الرابط
https://telegram.me/alyompress
اقرأ ايضا :
اضف تعليقك على الفيس بوك